يواجه مجتمعنا اليوم أزمة "البحث عن الأجر"، خاصة في نشر أخبار الوفيات ورسائل التعزية. يتسابق الناس دون تفكير في إرسال تعازيهم بمجرد أن يعرفوا بوفاة أحدهم، غير آبهين بأن هناك أطفالا وكبارا في السن ومرضى يحتاجون وقتا لاستيعاب فاجعة فقدان عزيز أو قريب.

أصبحنا نتسابق مع الزمن عند وفاة أي قريب، فمن جهة تريد أن تمهد الموضوع حتى لا تفجع الكبير أو الصغير أو المريض، ومن جهة أخرى يجب أن تنهي الأمر قبل أن يتدخل "ملقوف" يبحث عن الأجر، ويخبرهم بطريقته الفظة سواء برسالة أو باتصال.

صديقي حسين، قبل يومين عرف بوفاة والده خلال رسالة بالجوال، رغم أن الوالد، رحمه الله، والابن كلاهما يعيشان في البلدة الصغيرة نفسها. وأنا متأكد أن لديكم كثيرا من القصص والتجارب حول هذا الموضوع.

الأمر لم يقتصر على "ملقوف" يبحث عن الأجر، وإنما تطور ليكون لدينا حسابات ومعرفات في كثير من وسائل التواصل تتسابق في نشر أخبار الوفيات، بعضها خاص بمنطقة معينة، وبعضها بقبيلة معينة، وبعضها بعائلة معينة. وكل هذه الحسابات هدفها البحث عن الأجر!

ولكن، كم شخصا فجعوه بأخبارهم؟ لا يهم! ولا أعرف لماذا تحظى هذه الحسابات بهذا الكم الهائل من المتابعين والمشتركين؟ خبر وفاة قريب أو صديق أو عزيز سيأتيك، سواء تابعت هذه الحسابات أم لم تتابعها.

في الختام، لدينا ثلاثة أيام للعزاء، ألا تستطيع أن تصمد حتى دفن الميت؟

إذا كنت تريد الأجر حقا، فقم بواجبك في المقبرة، وإذا كنت بعيدا فانتظر وتَروَّ قبل أن تتصل أو ترسل رسالة، ربما تكون كارثة لأحدهم.