‎ما زال مزارعو القمح في محافظة العيص يمارسون الحصاد‎ بالطرق البدائية، بسبب غياب المعدات والآلات الزراعية، ملقين باللوم على وزارة الزراعة والجمعيات الزراعية، لضعف دعمهما المزارعين، وغياب الرؤية الزراعية في خططهم في الموسم الحالي.

وكشفت جولة "الوطن" في المناطق الزراعية في المحافظة المشكلات التي يعانيها القطاع ‎الزراعي على مسافة 90 كلم من محافظة العيص، للوصول إلى مزارع القمح التي تُروى على الأمطار عبر طرق صحراوية وبدائية وعرة، ويشتكي المزارعون من ضعف الإمكانات وغياب الدعم من وزارة الزراعة والجمعيات التعاونية، مناشدين المسؤولين بتدارك الوضع، ودعمهم بالوسائل الحديثة لعمليتي الحرث والحصاد.




توارث الزراعة

‎قال عبيد الحبيشي وسط مزرعته التي تحتضنها الجبال، مشيرا إلى أن مزارع القمح توارثها الأبناء عن الآباء والأجداد وهي مزارع قديمه ذات طابع تراثي، وما زالت تسقى وتحصد بالطرق البدائية القديمة، رغم التعب والمشقة اللذين يحصدهما هؤلاء المزارعين، مطالبا الجهات المعنية بمزيد من الاهتمام، ووجودهم ميدانيا بين تلك المزارع الموسمية.


 


مرحلة الحصاد

أكد الحبيشي أنه عند هطول الأمطار على الأماكن الزراعية في القرية، يقوم المواطنون ببذر القمح في أماكن الزراعة ثم حرثها، وعندما ينبت الزرع يقوم المزارع بتشبيكه وحراسته وتطييبه من جميع النباتات التي عادة ما تصاحب طلوع الزرع، حتى يستمر الزرع في أفضل حالته، ويستمر هذا القمح من ستة إلى أربع أشهر حسب هطول الأمطار، فأحيانا تأتي في بداية الموسم، وأحيانا في منتصفه، وربما تأتي متأخرة. وأوضح الحبيشي أنه بعد ذلك تأتي مرحلة الحصاد وهو جمع المحصول الزراعي، ويسمى بـ"الصرام"، إذ يجمع بطريقة بدائية جدا، فيُجمع زرعة زرعة، وبعد ذلك تأتي عملية تصفية الحب من الشوائب، مؤكدا أن هذه الطرق البدائية أسهمت في عزوف كثير من المزارعين عن مهنة الزراعة في تلك المواقع.


 


‎مستلزمات زراعية

مدير الجمعية التعاونية الزراعية في منطقة المدينة المنورة حمود عليثة الحربي، قال إن الجمعية تدرس جدوى إنشاء مؤسسة في المحافظة للمستلزمات الزراعية، تلبي احتياجات أهالي العيص، مطالبا الأهالي بالاجتماع لإنشاء جمعية تعاونية خاصة في المحافظة، تدعم حقوقهم الزراعية، وتسهل توفير احتياجاتهم بمخاطبة الجهات الزراعية العليا.




‎لا آلات حديثة

يقول ماهر الجهني "أن البذور يتم تخزينها من الموسم الماضي، ثم نقوم بزراعة الروضة بعد هطول الأمطار، وننتظر حتى يأتي وقت الحصاد، وهو الوقت الذي يعدّ أكثر مشقة وتعبا، لأننا نحصد القمح بأنفسنا لعدم توافر الآلات الحديثة لذلك".

وطالب وزارة الزراعة بتوفير الآلات الحديثة حتى لو بمقابل مادي، موضحا أن الجمعيات التعاونية شعارات وحسب، فلم تقم حتى اليوم بجهود واضحة لدعم المزارعين في المحافظة، مشيرا إلى أن الأسمدة والأدوية الزراعية مرتفعة الثمن وغير متوافرة في المحافظة بشكل كاف، مما ضاعف معاناة المزارعين بانتشار القوارض والآفات الضارة بزراعتهم، وجعلهم يفكرون بالابتعاد عن مهنة آبائهم وأجدادهم.