بذل مجلس التنسيق السعودي المصري، منذ إنشائه في 11 نوفمبر من العام الماضي جهودا كبيرة، لأجل تنفيذ وتفعيل الاتفاقات التي تم الإعلان عنها في "إعلان القاهرة" الذي صدر في 30 يوليو، كآلية لتنفيذ بنود الإعلان، وتم التوقيع على محضر إنشاء المجلس في مدينة الرياض، بهدف تقوية وتدعيم العلاقات الإستراتيجية بين البلدين في كافة المجالات، باعتباره وسيلة وآلية لعمل مؤسساتي من قبل الحكومتين لتعزيز وتقوية العلاقات.

وعقد المجلس خلال خمسة الأشهر الماضية خمسة اجتماعات، ثلاثة منها في الرياض واثنان في القاهرة، برئاسة ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، بحضور أعضاء المجلس من الجانبين.


لقاءات ماراثونية


فور الإعلان عن تأسيسه، عقد المجلس العديد من الاجتماعات، لبدء تطبيق قرارات إعلان الرياض، وإنزالها على أرض الواقع، تحقيقا لما فيه مصلحة البلدين الشقيقين، ففي الثاني من ديسمبر 2015، عقد المجلس اجتماعه الأول في الرياض، برئاسة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ورئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، وحضور أعضاء المجلس من الجانبين.

وبعد أقل من أسبوعين، وتحديدا في 15 ديسمبر 2015، عقد الاجتماع الثاني للمجلس بالقاهرة، وأشار البيان الصادر عن الاجتماع، إلى أنه بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، تقرر زيادة الاستثمارات السعودية في مصر إلى 30 مليار ريال، والإسهام في توفير احتياجات مصر من البترول لمدة خمس سنوات، إضافة إلى دعم حركة النقل في قناة السويس من قبل السفن السعودية، تأكيداً على اهتمام خادم الحرمين الشريفين، بدعم الاقتصاد المصري، وتعزيز المصالح المشتركة بين البلدين الشقيقين.

كما استعرض الاجتماع الجهود التي قامت بها اللجان المشتركة، وفرق العمل الفرعية التي شُكِّلت بموجب محضر الاجتماع الأول الذي تم توقيعه في مدينة الرياض، وأكد على أهمية إنجاز المهمات المنوطة بها.







متابعة مستمرة


فى الخامس من يناير الماضي، عقد مجلس التنسيق السعودي المصري اجتماعه الثالث بقصر المؤتمرات في الرياض، وناقش الاجتماع تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين في إطار "إعلان القاهرة"، بشأن اتفاقيات التعاون المشترك ومذكرات التفاهم والمشروعات التي سيتم تنفيذها. وفى 24 يناير الماضي، عقد المجلس اجتماعه الرابع، بمقر رئاسة مجلس الوزراء بالقاهرة، وأشار البيان الصادر عن الاجتماع، إلى أن المجلس استكمل مناقشة الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، وأكد على أهمية إنجاز بقية المهام الواردة في الملحق التنفيذي لمحضر إنشاء المجلس، الموكلة إلى فرق العمل المشكلة بموجب محضر الاجتماع الأول، وتم التوصل إلى الصيغة النهائية بشأن معظم مذكرات التفاهم والاتفاقيات، وأصبحت جاهزة للتوقيع. وفى 20 مارس الماضي، عقد المجلس اجتماعه الخامس بالرياض، وأسفر الاجتماع عن توقيع اتفاقية تمويل توريد مشتقات بترولية بين الصندوق السعودي للتنمية، والهيئة المصرية العامة للبترول، وشركة أرامكو السعودية، واتفاق بشأن برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء، ومذكرة تفاهم في مجال تشجيع الاستثمار بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي، ووزارة الاستثمار في مصر.


دكتوراه فخرية


قرر مجلس جامعة القاهرة، في اجتماعه أمس، منح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الدكتوراه الفخرية، تقديرا لدوره المتفرد، وبوصفه شخصية عالمية محورية لها تأثير بالغ ومشهود في محيطها العربي والدولي.

وأكد رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار في تصريح صحفي أن قرار منح الدكتوراه لخادم الحرمين الشريفين يأتي تقديرا لإسهاماته البارزة في خدمة العروبة والإسلام والمسلمين، ومساندته لمصر وشعبها، ولدوره البارز في دعم جامعة القاهرة، وإطلاقه مشروعا تاريخيا لتطوير مستشفيات جامعة القاهرة؛ بما يؤدى إلى تمكينها من أداء رسالتها نحو مجتمعها المصري ومحيطها العربي.

من ناحية ثانية، ثمن مفتي الديار المصرية، الدكتور شوقي علام، الزيارة التاريخية التي يقوم بها خادم الحرمين لمصر، مؤكدا أن الزيارة من شأنها تحقيق المزيد من التعاون والتنسيق التام بين البلدين الشقيقين لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة العربية.

وأشاد مفتي مصر، بعمق ومتانة العلاقات المصرية السعودية، لافتا النظر إلى أنها ضاربة في أعماق التاريخ منذ القدم، وأن هذه العلاقات القوية والأخوية قادرة على دحر الإرهاب ومواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بالأمة العربية والإسلامية.


أمة واحدة


حرص التلفزيون المصري على وضع شعار "أمة واحدة" خلال تغطية أول زيارة رسمية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى القاهرة التي بدأت أمس، وتستمر لمدة 5 أيام. وحمل شعار التليفزيون المصري علمي مصر والسعودية ليرفرفا على الشاشة طول فترة الزيارة.