حدثني "أخويه" أحمد عن أحد الثقات، نحسبه كذلك والله حسيبه، حول قصة شاب حديث التخرج من الثانوية العامة. كان هذا الشاب يحلم بالابتعاث إلى أميركا وكان ذلك في بداية برنامج الابتعاث، وفعلا بدأ رحلة البحث عن المعلومات حول الجامعات والولايات والمدن.
فكرة الذهاب إلى أميركا خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر مخيفة جدا، خاصة لوالد هذا الشاب الصغير، والذي شكى حال ابنه إلى أعز أصدقائه وهو إمام المسجد، وطبعا كانت الفكرة السائدة عن أميركا تعتمد على محورين رئيسيين، هما: التغريب، والتربص بشباب المسلمين.
لذلك، لم يجد الصديق وإمام المسجد أي عناء لإقناع الوالد بأن يرفض فكرة ابتعاث ابنه. هذا ما حدث، فقد يئس الابن من محاولة إقناع والده، ورضخ للأمر الواقع، وأعتقد بأنه واصل دراسته في إحدى جامعات الرياض.
لكنه حتى الآن يعتقد أن إمام المسجد هو من دمر حياته وخططه الدراسية، رغم أن الخطأ ليس خطأه، وإنما جهل الوالد كان السبب الرئيسي في حرمان الابن من فرصة مواصلة التعليم في الخارج.
الحكاية لم تقف هنا، بعد 4 سنوات جاء إمام المسجد بعد أحد الفروض يبحث عن هذا الشاب فلم يجده، فطلب من والد الشاب أن يقول لابنه، إن إمام المسجد يريده في موضوع مهم.
وفعلا، قابل الشاب إمام المسجد، وكان الوالد يريد أن يعرف ماذا يريد الإمام من ابنه؟ فسأل الوالد ابنه فكانت الإجابة: أن ابن إمام المسجد حديث التخرج من المرحلة الثانوية، وأنه يريد أن يلتحق في برنامج الابتعاث، ويريد أن يستفيد من المعلومات التي بحثت عنها عندما كنت أرغب في الابتعاث!
فكانت إجابة الوالد بكل بساطة: الله يوفقه، نعم الرجل هو، ونعم الابن ابنه!