أوصى ملتقى الكتاب السعوديين الثاني الذي نظمه نادي المنطقة الشرقية أمس في مستهل موسمه الثقافي تحت شعار "الوفاء والتلاحم والوطنية"، بضرورة اهتمام الصحف بكتابها عبر توفير المعلومات للكاتب، ومنحه حرية مسؤولة أكثر، وإيجاد مراكز تدريب للكتّاب.
كما تمت الدعوة من خلال هذا اللقاء إلى فتح الملتقى الثالث للكتّاب السعوديين لحضور الجمهور حتى لا يكون الملتقى حوارا مغلقا بين الكتّاب أنفسهم. واقترح المشاركون تشجيع الكتّاب على التنافس من خلال جوائز صحفية تكون وطنية، كما أوصى اللقاء بالاهتمام بقيمة المواطن وقضاياه في تناول الكتّاب فكل قضية تتعلق به هي قضية كبرى يجب أن يُلتفت إليها، وكذلك التماهي مع الأحداث وعدم الانشغال بالجزئيات والاحتراب الداخلي والأحداث تموج من حولنا والحفاظ على القواسم المشتركة للمجتمع من قبل الكتّاب ومحاولة عدم خسران أي منها، وكذلك احتواء المتلقين واستثمار ما لديهم من نقاط القوة وعدم الحكم عليهم بالسلبية وتركهم في محيطها. كما أوصى اللقاء بمطالبة الكاتب المُجيد أن يتنبه إلى أنه يكتب إلى فئات مختلفة عمريا واجتماعيا واقتصاديا، فلابد أن يعد لها العدة، والتنبه إلى أهمية إيجاد وسائط تأثير تواكب الواقع وعدم الاكتفاء بالصحافة فحسب، وأيضا تقوية المادة المطروحة على الساحة وتجويدها لتشجيع المثقف على التفاعل والحضور وصرف العراقيل التي تقلل من قيمة تأثير الكتابة الثقافية المعاصرة مثل ضآلة المكافآت وانحسار الجمهور الثقافي والعلياء بين الكاتب النخبوي وجمهوره، وضعف القــراءة، وهذا الصرف يجب أن ينهض به الجميع من مؤسسات وأفراد.
%65 من مقالات الرأي إنشائية
خلصت ورقة قدمها أمس الكاتب الصحفي الأمير الدكتور بدر بن سعود في أولى جلسات الملتقى إلى إحصائية لموقف كتاب الرأي السعوديين من "عاصفة الحزم" بوصفها حدثا وطنيا كبيرا. وأوضح أنه ليس مطلوبا من كاتب الرأي في السعودية أن يكون ترسا في عجلة تقوده بلا إرادة ولا أن يتحرك على هوى الجموع ويصبح طرفا في النزاع.
وقام الباحث بمسح على صفحات الرأي في صحف "الرياض" و"عكاظ" و"الوطن" و"اليوم" و"الحياة اللندنية"، شمل هذا المسح الأسابيع الأولى من عاصفة الحزم من يوم الخميس 26 مارس 2015 وحتى يوم الخميس 21 مايو 2015 بواقع 1270 مقالة رأي في "الرياض" و980 مقالة رأي في "عكاظ" و840 مقالة رأي في "اليوم" و630 مقالة رأي في "الوطن" و350 مقالة رأي في الطبعة السعودية لـ"الحياة" وبإجمالي 4070 مقالة رأي في كامل عينة المسح. وأكد الأمير بدر بن سعود في ورقته العلمية أن كثرة المقالات لا تساوي جودتها أو فرادتها بالضرورة فقد تجاوزت المقالات الإنشائية أو المقالات محدودة التأثير ما نسبته 65 % من مجموع المقالات في كل الصحف المذكورة خلال فترة المسح، وكان التشابه مرتفعا وملاحظا في هذه المقالات بنسبة وصلت إلى 78 % من إجمالي 65 %، وخصوصا في أفكار المقال الرئيسة وتميزت 10 % من المقالات بجودتها ونزعتها النقدية وتحديدا في صحيفتي الحياة 7 % والوطن 3 % وما نسبته 25 % من المقالات كانت معقولة الطرح وبنسبة 9 % لصحيفة الرياض و6 % لصحيفة الحياة و4 % لكل من الوطن وعكاظ و2 % لصحيفة اليوم مع ملاحظة أن النسب السابقة لا تشمل الأخبار ولا المقابلات ولا التقارير ولا التحقيقات الصحفية عن عاصفة الحزم لأنها لا زالت ركنا ثابتا في عناوين الأخبار اليومية وما يشير إلى أن قيمتها الإخبارية مرتفعة ولم يطرأ عليها تغيير. وبين أنه اختار الأسابيع الثمانية الأولى لأن الحدث كان طازجا في ذلك الوقت وفي مركز اهتمام صحافة العالم بأكمله وكاتب الرأي حدثي بطبعه، ما يفسر تراجع النسب في الأسابيع التالية للأسبوع الأول وأسماء كثيرة من الشخصيات العامة والأعيان ورجال المال والأعمال شاركت برأيها وقد تم إدراجها في النسبة لأنها مؤثرة في دوائرها ولها مريدون مع أن مواصفات كتاب الرأي المعروفين والمعتادين لا تنطبق عليها ومعظم المقالات كانت جادة إيجابية بنسبة 95 % إلا أن 5 % منها انطوت على تطرف في محاكمة الآخر المختلف في توجهاته الإيديولوجية.
توصيات الورقة
منح الكاتب الفرصة الكاملة والعادلة لإيصال رأيه بأكثر من لغة وطريقة
على الكاتب التماشي مع تقنيات الملتيميديا الجديدة
توفير المقالات بالصوت والصورة لمدة لا تتجاوز 3 دقائق
التوجه إلى من لا يعرفون القراءة والكتابة وأصحاب الإعاقات السمعية أو البصرية
تخصيص مكتب لكل كاتب رأي ليواكب الأخبار أولا فأول
الحاجة إلى أقسام لإدارة الجودة وتحرير مقالات الرأي في الصحف السعودية
الشللية والتكتلات الصحفية
قدم مدير تحرير صحيفة "الجزيرة" للشؤون الثقافية الدكتور إبراهيم التركي ورقة عن "الكاتب والأحداث الثقافية بين الظواهر والمظاهر"، حيث يعني بالظواهر رؤى عامة يمكن تسجيلها ومتابعتها وقراءتها والانطلاق منها إلى أحكام شمولية. وقصد التركي بالمظاهر الانعكاس الخارجي المرئي على شكل صورة أو سلوك أو ممارسة، مشيرا إلى ما وصفه بـ"الشللية" من خلال تكتلات بين بعض الكتاب والاندفاع ضد من لا يوافقهم الرأي، وعرج على المصالح وتوظيف مساحته لاستجلاب مصالح خاصة بالإضافة إلى الضعف العلمي والتشغيب. في حين ناقشت الورقة الثانية للدكتورة زكية العتيبي أستاذة النقد والبلاغة بجامعة الأميرة نورة "الصوت التائه بين أقلام المثقفين"، وصنفت الكاتب في المشهد الثقافي إلى "مثقف شمولي" ومثقف يرتدي ثوب التشاؤم وآخر انتهازي ورهن الوصاية وآخر يرى في نفسه الفرادة.
وألمحت إلى أن المثقف تعترضه عثرات منها ضعف الإعلام الثقافي.
رعاية وتكريم
كان أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، رعى انطلاق فعاليات البرنامج الثقافي لنادي المنطقة الشرقية، مساء أول من أمس، تحت شعار "الوفاء والتلاحم والوطنية" في فندق الشيراتون بالدمام. إذ كرم الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري، وتسلم درعا تذكارية من رئيس النادي الأدبي بهذه المناسبة.
عقب ذلك، قدم الشيخ الظاهري محاضرة بعنوان "حجة الله على الأنفس في الآفاق".