بعد أكثر من ثلاث سنوات من توقف العمل في ترميم "مسجد الغريب" الأثري بمحافظة فرسان بعد خلاف نشب حينها بين إدارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بجازان، بسبب مطالبة الأخيرة بالحفاظ على المباني الأثرية في المحافظة وعدم هدمها، وإعادة بنائها بطرق تقليدية، وتأكيدها بأنه من الضروري العمل على ترميمها بالتصاميم والهيئة الأثرية نفسها، وهو ما دفع الأوقاف حينها للانسحاب من الموقع خلال الفترة الماضية.
مواد من اليمن
كان المقاول بدأ خلال الأيام الماضية العمل على إعادة بناء المسجد وترميمه وفق النموذج الفرساني الأثري الذي جاء في التصاميم التي سلمتها هيئة السياحة والآثار للشؤون الإسلامية، حيث إن التنفيذ يتم حاليا بتمويل وتنفيذ إدارة المشاريع بالشؤون الإسلامية والأوقاف بجازان، وذلك بعد عقد العديد من الاجتماعات بين الطرفين تم خلالها إعداد مقايسة واعتماد المواصفات المقدمة من هيئة السياحة، وعمل بعدها المقاول على إحضار أحجار "الجص" التي استخدمت في إعادة الترميم من اليمن، حيث لا زال العمل مستمرا في إعادة الترميم والإنشاء تمهيدا لفتحه أمام المصلين.
وأوضح المدير العام لفرع هيئة السياحة والتراث الوطني بجازان رستم كبيسي لـ"الوطن" أن الهيئة أوقفت أعمال الهدم للمسجد الأثري من قبل الأهالي، ثم تم الاتفاق أخيرا مع الشؤون الإسلامية على استكمال تنفيذ مشروع الترميم مع الحفاظ على الهيئة الأثرية للمسجد، وأن العمل في ذلك مستمر من قبل المقاول.
بدوره ذكر المتحدث الإعلامي لفرع الشؤون الإسلامية بجازان محمد كريري أن الفرع وبعد لقاءات عدة مع ممثلين من هيئة السياحة والتراث الوطني بجازان، أقر إعادة رفع طلب لوزارة الشؤون الإسلامية لإعادة ترميم المسجد وفق المواصفات والمخططات التي قدمت لهم من قبل فرع هيئة السياحة والآثار بجازان، ووفق ما ذكره بعض الأهالي عن أن مسجد الغريب يعد من المساجد الأثرية في المحافظة.
يذكر أن "الوطن" كانت قد نشرت قبل ثلاث سنوات "13 /9/ 2013" أسباب التوقف في البناء بعنوان "فرسان.. هدم مسجد يثير نزاعا بين الأوقاف والآثار".