في سياق، تمادي حزب الله في استباحة الساحة اللبنانية ومحاولة عزل بيروت عن محيطها العربي، قامت مجموعة تأتمر بأوامر الحزب الطائفي تسمى "اوميجا" بتعليق لافتات تسيء إلى المملكة العربية السعودية، وذلك بعد يوم واحد من اقتحام مجموعة مماثلة لمكاتب صحيفة الشرق الأوسط في بيروت. وأكدت مصادر محلية أن الأجهزة الأمنية استدعت مسؤول مجموعة "أوميجا" توني أوريان وحققت معه، مشيرة إلى أنه في انتظار القضاء الذي يقرر توقيفه وإحالته مع آخرين إلى المحاكمات لاحقا. وأوضح مصدر إلى "الوطن" أن عددا من الشبان أقدموا على تعليق لافتات تسيء للمملكة على الاوتوستراد الساحلي في محلة انطلياس شمال بيروت، مضيفا أنهم نشروا الصور أيضا على مواقعهم الاجتماعية، "بشكل أوحى أن التيار الوطني الحر التابع لميشال عون، وراءه"، بيد أن التيار استنكر الخطوة ونفى أي علاقة له بما صدر، مشددا على احترامه المملكة، وحرصه على علاقات لبنان معها ومع جميع الدول الشقيقة والصديقة.


افتعال المواجهات

أكد الكاتب السياسي طوني بولس، في تصريح إلى "الوطن" أن حزب الله وجد نفسه وحيدا على الساحة اللبنانية، منذ فرض العقوبات الخليجية الأخيرة عليه وتصنيفه إرهابيا، نتيجة انقلاب الرأي العام بوجهه بمن فيهم حلفاؤه، مشيرا إلى أن الحزب الطائفي بدأ يلجأ إلى افتعال المواجهة بالأسلوب الإيراني عبر أبواق له في الطوائف الأخرى، لمحاولة إظهار مواجهته مع الخليج وكأنها وطنية وليست طائفية. وعن تعليق الصور المسيئة للسعودية أشار بولس إلى أن شبانا أقدموا عليها، مبينا أن الهدف من تعليق اللافتات في منطقة مسيحية هو "ذر الرماد في العيون" وإقحام كل الطوائف اللبنانية في مواجهة مع الخليج. أضاف بولس أن حزب الله مصر على استكمال مخططه بعزل لبنان عن محيطه، مشيرا إلى أن بيروت باتت ساحة مواجهة بين عناصر الحزب المرفوض، والشعب المؤمن بانتمائه العربي وبضرورة بناء أفضل علاقة مع أشقائه، لا سيما المملكة العربية السعودية التي طالما كان لها دور مشرف في بناء واستقرار البلاد. وبين أن ميليشيا الحزب الطائفي تسعى لاختطاف لبنان إلى الحضن الإيراني، وقال إن بيروت كادت أن تسقط في فلك طهران لولا إعلان الخليج حزب الله منظمة إرهابية، ومحاصرته وتوجيه الضربات السياسية والاقتصادية إليه، مستبشرا بأن لبنان في طريقه إلى العودة إلى محيطه العربي تدريجيا مع تراجع هذا التنظيم.