فريح شاهر الرفاعي
ربما يؤاخذ الإنسان أحيانا على الصمت أمام تصرفات الآخرين المجانبة للصواب، ولهذا رأيت أن المناصحة أسلوب الأتقياء، ومشاركتي هذه هي حول الطريق الشائك الذي سلكه كثير من الناس ويقصد من ورائه الرياء والشهرة.
ولعلي أتحدث عما سُمي في هذا الزمن بالكرم المبالغ فيه الذي في غير مكانه (الهياط)، وهو إقامة الاحتفالات الملفتة للنظر التي أطلق عليها تكريم فلان الفلاني الشاعر الذي لا يشق له غبار، وأصبح هنالك تنافس بين القبائل في تكريم شعراء شعبيين لم يقدموا أي شيء لا للقبيلة ولا للمجتمع، وتبدأ المأساة الأخرى وذلك بجمع التبرعات لتكريم هذا الشاعر، الذي ربما لم يحصل على شهادة المتوسطة، ولو وضعت أفعاله في الميزان لوجدتها عادية جدا لا تستحق المجاهرة بالتكريم.
والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو الأجر والثواب المرجو من هذا التكريم، فقد بلغني من أثق به أن أحد القائمين على حفلات التكريم أتته امرأة بيدها فاتورة كهرباء بمبلغ 400 ريال فلم يلق لها بالاً، وآخر أسرته القريبة محتاجة للمساعدة النقدية والعينية، الأدهى والأمر أن يُنسى من هو أولى بالتكريم من فئة المبدعين والمتفوقين والنابغين والأدباء.
أقول لهؤلاء هذه رسالتي أمامكم واتقوا الله، ابتعدوا عن دواعي الرياء والسمعة والشهرة، ومن كان لديه فائض من المال فليقدمه للمحتاجين وله الأجر، أما ما يدفع تحت أضواء الكاميرات فهذا أقرب إلى الرياء الذي تنتفي معه مرضاة الله.