أكد أكاديميون وشرعيون على أهمية الحذر من غزارة المعلومات التي تبثها قنوات التواصل الاجتماعي، مؤكدين أن هناك "دجلا فكريا كبيرا في هذه القنوات"، ومحذرين من مزالق الفكر المتطرف الذي يبث فيها.

جاء ذلك خلال ندوة نظمتها عمادة كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي بجامعة حائل أمس، بعنوان "وسائل التواصل وأثرها في بناء الفكر" شارك فيها أستاذ العقيدة المشارك في ورئيس إدارة الأمن الفكري بالجامعة الدكتور أحمد الرضيمان وعميد كلية علوم وهندسة الحاسب الآلي الدكتور ماجد الحيسوني.


تحصين

بدأ الدكتور ماجد ببيان معلومات مهمة عن التقنية، ونشأتها، ومزاياها وخصائصها، وما يجب التفطن حولها.

ثم تحدث الدكتور الرضيمان معددا بعض وسائل تحصين الجيل الحالي فكريا لكي يكون لديه مناعة من الأطروحات الضالة، قائلا: هناك خطوات عدة من أهمها التثبت من صحة مصدر المعلومة، حتى وإن ثبت مصدرها، معرفة المعلومات الصحيحة الأخرى التي قد تكون أصح.

ثم بين المنهج الشرعي في تلقي مسائل العقيدة والشريعة، ومصالح الأمة الكبرى كالأمن والجماعة والإمامة.

وقال إنه: يجب على الشباب في هذه البلاد أن يعلموا أن بلادهم مستهدفة، وقد جند لها أعداء الإسلام أعدادا كبيرة من الحاقدين والمتربصين، الذين يهيجون، ويكتمون الحسنات، ويضخمون الأخطاء أو يختلقونها، تحت رموز وهمية.


أسئلة حول الفكر الضال

• سأل أحد الطلاب فقال: أحيانا الإنسان يتابع ليس اقتناعا بأصحاب الفكر الضال لكن مع الوقت ربما يميل اليهم ؟

 ـ فأجاب الرميضان: نعم ، من يحم حول الحمى يوشك أن يقع فيه، والناصح لنفسه إذا سمع اللغو ولو كان كلاما لا فائدة منه، أعرض عنه، وأكرم نفسه عن الولوغ فيه، وإضاعة وقته.

فكيف بمواقع الخوارج والفتن، فهذه سم زعاف، يجب تجنبها، وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سمع بالدجال فلينأ عنه.

فكذلك هؤلاء الدجاجلة، عبر مواقع التواصل يجب أن تنأى عنها، فالعافية لا يعدلها شيء، والفتن من يستشرف لها تستشرفه.

• سأل طالب آخر: نحن نسمع العلماء وهم يأمرون بالجهاد في سورية، كما أعلن ذلك العريفي؟

ـ فأجاب الرميضان:

الجهاد موكول لولي الأمر ليس لمن ذكرت إن صحت النسبة إليه، ولا لغيره.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الإمام جنة يقاتل من ورائه".

وقال ابن قدامة "وأمر الجهاد موكول لولي الأمر".

فالذهاب لأماكن الصراع دون إذن ولي الأمر، ودون راية، ليس جهادا.

ها هم يذهبون وتديرهم في تلك الأماكن استخبارات معادية، فيقتل بعضهم بعضا، أو يوجهونهم لزعزعة أمن وطننا.

ولذلك أقول لكم: اعرفوا الحق تعرفوا أهله، واعرفوا الباطل تعرفوا أهله، ولا تتعلقوا بالأشخاص، الحق يقبل من أي شخص كان، والباطل يرد من أي شخص كان، والحق الذي لا يأتيه الباطل هو كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، فمن وافق كلامه كلام الله ورسوله يقبل، ومن خالفهما يرد، بغض النظر عن الأشخاص.