يخوض المجتمع منذ زمن ليس بالبعيد ما بين الجهل والشعوذة مع شخصيات ارتدت لباسا ليس لها، فادعت -عبر الرقية- أنها من أهل الصلاح، وخُدع بها الناس وأصبحوا سلعة سهلة الاصطياد، وكان غالب هؤلاء من النساء اللائي ذهبن لمن يدعي الرقية وهو عنها بعيد ويستخدم أساليب لم يأت بها دين ولا منطق، فيقوم بضرب المريض ضربا مبرحا اعتقادا منه أنه ممسوس، وكذلك الضغط على شحمة الأذن بقوة، واستخدام مفاتيح السيارة بين أصابع المرضى، وغير ذلك من الطرق التي يعتقدون أنها سبب في إخراج الجن دون علم ولا دراسة مسبقة، فقط مجرد أن البشر أصبحوا مصنعا لتجارب الجهلاء أمثال هذه الفئة.
ومنهم من جعلها تجارة رابحة حيث ظهر في الآونة الأخيرة ما يسمى بـ"سيارة المريض"، يخرج للمريض ويقرأ عليه في دقائق معدودة وبمبلغ وقدره، وبعضهم يتحدث معه على أنه "المس" أو المتلبس به، فيقول سحره فلان وأعانه فلان وحسده الآخر، وأكثر هذه الأقاويل كذب.
وقد تحدث العلماء ما بين حقيقة حديثه على لسان الإنسان وما بين أنه مجرد إيحاء، وقد ذكر الشيخ سعد الزهراني في لقاء له أن المس يتلبس بالبشر، ولكن لا يتكلم على ألسنتهم، وفي دراسة لخبراء النفس أثبتت أن 80 % من الذين يذهبون للرقاة مصابون بأمراض نفسية يمكن علاجها عن طريق الطب النفسي، إضافة إلى الرقية الشرعية، فنحن لا نعارض كلام الله عز وجل، إنما نعارض من يخدعون عامة المجتمع بتلك الأوهام دون خبرة سابقة لهم ويتحدثون بما لا يعلمون.
وبعد: أقدم رسالة لوزارة الشؤون الإسلامية بإخراج معاهد متخصصة للرقاة، ولا يسمح لدخول المجال إلا بشهادة معتمدة وأماكن محددة يمارس فيها هذا العمل، ويحد من هذه الظاهرة.