أرجع مسرحيون نجاح مسرحية "إسلام عبدالقيس.. الحلم والأناة" التي عرضت ضمن مشروع أرض الحضارات بجبل القارة التاريخي في الأحساء، إلى سببين: أولا توظيف مكونات الجبل من صخور وطبيعة في مشاهد العرض المسرحي، وثانيا ارتباط العرض بالمكان ارتباطا وثيقا بأحداث قصة تاريخية تعود إلى قبل 1400 عام وقعت بين جبل المشقر "القارة حاليا" ومسجد جواثى في الأحساء "هجر" سابقا .
مسرح مفتوح
قال علي الغوينم مدير فرع جمعية فنون الأحساء: أن طاقم المسرحية استطاع توظيف مكونات سفوح الجبل "كمسرح مفتوح" لأحداث تدور في قبيلة عبدالقيس التي كانت تسكن بجوار الجبل في صدر الإسلام، استفاد الطاقم من صخور الجبل وطبيعته في المسرحية، فالجبل جميل، ومصدر إغراء للمخرجين المحترفين، وأقترح تطوير هذا المسرح المفتوح بهندسة إضاءة وصوتيات متقدمة لخدمة العروض المسرحية مستقبلا، وإكساب العروض مزيدا من التميز، تميز إخراج المسرحية باستخدام السينوجرافيا "المؤثر" بالخيال والظل، والداتاشو، والسينما والموسيقى، واستغلال طبيعية الجبل في الديكور، وستقدم الجمعية عروضا أخرى بعد نجاح هذا العرض.
مشاركة متميزة للأطفال
أوضح مخرج المسرحية نوح الجمعان أن أداء العرض داخل الجبل، وعلى سفوحه، كان أمرا فيه تحدٍّ للتغلب على كل المعوقات، هذا العرض هو الأول على الجبل، إذ لم يسبق أداء عروض، واستثمرت مكونات الجبل شاشة خلفية، وشخوصا تتحرك مع الممثلين، وقطعا ديكورية طبيعية، بجانب استخدام مرتفعاته كمستويات مختلفة لتشكيل الحركة والتباين البصري في العرض، وإعطاء إيحاءات مناسبة لأحداث المشاهد، وتغلب طاقم المسرحية على كل الصعوبات التي واجهته أثناء تنفيذ العرض داخل الجبل، والتي من أبرزها الجوانب التقنية، بجانب عدم توافر الإضاءة والصوتيات المناسبتين للعروض المسرحية، إذ إن المسرح مجهز بصوتيات وإضاءة، وهناك فرق كبير بينهما. الجوانب التقنية خدمت العرض في استبدال دخول الجمال والخيول في الحقب التاريخية إلى عرضها عبر تحويل تقني مصور بعرضها على صخور الجبل كـ"الشاشة"، ومشاركة الأطفال في العرض أكسبته تميزا.