فيما شهدت العاصمة الليبية طرابلس، أمس، أول مظاهرة مؤيدة لحكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة في ساحة الشهداء، دعا خلالها المتظاهرون رئيس الحكومة غير المعترف بها دوليا في طرابلس خليفة الغويل إلى تسليم الحكم، أعلنت بلديات عشر مدن ساحلية في غرب ليبيا تأييدها لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، وخروجها بالتالي عن سلطة حكومة الغويل، بحسب ما أفاد بيان مشترك.
ودعا رؤساء وممثلو البلديات العشر عقب اجتماع في صبراتة غرب طرابلس، مساء أول من أمس، الليبيين إلى الوقوف صفا واحدا لدعم حكومة الوفاق الوطني.
وقالوا في البيان الذي نشر على الصفحة الرسمية لبلدية صبراتة في موقع فيسبوك، إن بلديات مدنهم الواقعة بين طرابلس والحدود التونسية غربا تدعم وصول حكومة التوافق إلى العاصمة طرابلس، مطالبين الحكومة بالعمل على السعي لإنهاء الصراعات المسلحة وبشكل عاجل بكامل التراب الليبي.
وأوضحت مصادر أن المدن الليبية العشر التي أعلنت دعمها لحكومة الوفاق الوطني هي زيلطن، ورقدالين، والجميل، وزوارة، والعجيلات، وصبراتة، وصرمان، والزاوية الغرب، والزاوية، والزاوية الجنوب، لافتة إلى أن هذا الإعلان يشكل ضربة للسلطة غير المعترف بها في طرابلس التي تفقد بذلك السيطرة على الجزء الأكبر من الغرب الليبي، ما قد يؤدي إلى زيادة الضغوط عليها لتسليم السلطة إلى حكومة الوفاق الوطني التي تحظى بدعم المجتمع الدولي.
المنشآت النفطية
وفي سياق متصل حصلت حكومة الوفاق الوطني الجديدة في ليبيا على تأييد من جهاز حرس المنشآت النفطية وهو فصيل مسلح غير رسمي يسيطر على المنشآت النفطية في شرق البلاد والتي أغلقت بعضها وسط نزاعات سياسية. وقال الناطق باسم حرس المنشآت النفطية، علي الحاسي، إن الجهاز مستعد لإعادة فتح الموانئ النفطية في الزويتينة والسدر وراس لانوف والتي أصيبت في وقت سابق، إثر هجمات لتنظيمات إرهابية.
وكان رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج وستة أعضاء آخرين، قد وصلوا إلى طرابلس أول من أمس من طريق البحر، رغم معارضة السلطات الحاكمة في العاصمة لهذه الحكومة ورفضها تسليم الحكم، فيما بدأت الحكومة الجديدة محاولة تثبيت سلطتها من مقرها في قاعدة طرابلس البحرية، متجنبة الاصطدام مع السلطات المحلية التي أدارت العاصمة ومعظم مدن الغرب الليبي لأكثر من عام ونصف العام.
مؤازرة فرنسية
ومن جانبه، عد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرولت، بأن على المجتمع الدولي الوقوف على أهبة الاستعداد لمساعدة حكومة الوفاق الوطني الجديدة في ليبيا في حال هي طلبت، بما في ذلك عسكريا.
وقال أيرولت في تصريحات صحفية، إن ليبيا مصدر قلق مشترك لجميع البلدان في المنطقة وخارجها، وأن الفوضى التي تسودها حاليا تعزز التنامي السريع للإرهاب، وهذا يشكل تهديدا مباشرا للمنطقة ولأوروبا. وأضاف "يجب أن نكون مستعدين للاستجابة في حال طلبت حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج المساعدة، بما في ذلك على الصعيد العسكري".