خصصت صحيفة كريستيان ساينس مونتور افتتاحيتها أمس للحديث عن التفجير الإرهابي الذي وقع في لاهور بباكستان، في أعقاب الهجمات الأخيرة التي شهدتها بروكسل. وربطت بينها وبين الأحداث المماثلة التي وقعت في باريس وسان برناردينو، وقالت "يبدو إنها سلسلة من الاعتداءات لا نهاية لها، ودفعت الكثيرين إلى اليأس. ومع ذلك، فإن من الأفضل أن نلاحظ كيف واجه الباكستانيون هذا الهجوم، في بعض الأحيان، تدفق الدعم للضحايا يمكن أن يطغى على الخوف وهدف التحريض على الهجمات". وأضافت "إذا أخذنا استجابة باكستان للتفجير الانتحاري الذي حدث في حديقة ممتلئة بالنساء والأطفال في عيد الفصح في مدينة لاهور الأحد الماضي، نجد أنه هدف لإيقاع أكبر قدر من الضحايا، فالهجوم الذي تبنته جماعة المجاهدين الأحرار، وهي مجموعة منشقة من حركة "طالبان"، أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصا، وقالت الجماعة إنها استهدفت المسيحيين خلال عطلتهم، ولكن معظم الضحايا كانوا فعلا من المسلمين. واستجابة لهذا الحادث اصطف الآلاف للتبرع بالدم، وعرضت سيارات الأجرة خدمة الجرحى للمستشفيات مجاناً، وتقدَّم الناس من جميع أنحاء البلاد بالطعام والماء للناجين". وتابعت الصحيفة في رصد تداعيات الهجوم بالقول "حتى من الهند، جارة باكستان والمنافسة لها، جاءت نداءات عبر "تويتر" بعد التفجير مباشرة، تدعو للصلاة من أجل لاهور، فيما دعا القادة المسيحيون إلى المحبة لقهر الخوف".
وأظهرت ردود فعل الباكستانيين عموما لهفتهم للتأكيد على أن تعامل المسلمين مع أقلية المسيحيين في البلاد يسير على ما يرام في الحياة اليومية. وفي الواقع، أن معظم الباكستانيين تحدوهم بوضوح الأعمال المتطرفة والعنيفة للمتطرفين، وذلك باتباعهم قول مؤسس البلاد محمد علي جناح، في خطابه عام 1947، عندما قال "علينا أن نتخذ مبدأ أساس لنا وهو أننا جميعا مواطنون نعيش متساوين في دولة واحدة".