على الرغم من شكوى عدد من المسرحيين من ضعف الاحتفاء بيوم المسرح العالمي الذي استمرت الاحتفالات به لمدة أسبوع في مختلف دول العالم، إلا هذه المناسبة لم تمر دون جدل حول بعض الأحداث، لعل أهمها ما دار حول حقيقية المشاركة الدولية لفرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة في مهرجان مسرحي بالسودان، وفوز عرضه المسرحي"لم يك شيئا" بعدة جوائز، حيث وصف المهرجان بالدولي رغم أنه لم يشارك فيه سوى فرع المدينة وعدة فرق سودانية. أما القضية الأخرى فهي الجدل الذي وصل في بعض الأحيان إلى "السخرية" من آلية المسابقة التي أقامها فرع جمعية الثقافة والفنون بنجران، حيث اشترطت المسابقة كتابة نص مسرحي في (4) صفحات فقط، حيث رأى عدد من المسرحيين أن 4 صفحات تعد مشهدا في مسرحية، وليست مسرحية متكاملة العناصر والبناء، إضافة إلى تحديد 20 يوما تقريبا لكتابة النص المسرحي وهي مدة بسيطة لا تفي بكتابة نص مسرحي جيد "حسب قولهم".


الظروف السياسية تمنع عروضا


يسرد مخرج مسرحية "لم يك شيئا" لجمعية الثقافة والفنون بالمدينة المنورة فهد الأسمر خلفيات مشاركتهم في المهرجان الذي وصف بالدولي قائلا: على أربع جوائز بمهرجان المسرح الحر الدولي بالسودان، والذي اختتم فعالياته قبل أيام، غابت الفرق المسرحية عن المهرجان، إذ لم يحضره سوى دولتين هما الدولة المستضيفة السودان التي شاركت بـ10 فرق مسرحية وعرضت عددا من مسرحياتها والدولة الثانية هي المملكة العربية السعودية وبمسرحية واحدة فقط هي "لم يك شيئا". وفي ظل حضور الدولتين فمن الطبيعي أن تحصد المسرحية السعودية "لم يك شيئا" على أفضل عرض مسرحي متكامل، ونصا، وإخراجا، وسينوجرافيا.

وقال لـ"الوطن" مخرج المسرحية فهد الأسمر إن المملكة شاركت ممثلة في فرع المدينة المنورة بمسرحية "لم يك شيئا" للكاتب إبراهيم الحارثي.

وأضاف: المهرجان يعتبر دوليا، لكنه شهد اعتذارات عديدة لعدد من الدول العربية مثل تونس وليبيا ومصر بسبب جوانب سياسية لبعض النصوص وأخرى مادية، لكن أغلب هذه الاعتذارات كانت بسبب الظروف المادية، حيث لم يجد المهرجان دعما ماديا كافيا ليستضيف فرقا ودولا.

وقال الأسمر: حصدنا أربع جوائز وكل جائزة لها شهادة وهذا لا يعني أنه لم يشارك سوى المملكة بل حضرت 10 فرق سودانية وكانت فرقا قوية ونافست وعرضت عددا من المسرحيات.





تشجيع الكتاب المبتدئين

رد مدير فرع جمعية الثقافة والفنون بنجران علي ناشر على ما طرحه المسرحيون حول شرط الـ4 صفحات بالقول: المسابقة قُصد بها المشاركة في يوم المسرح العالمي، حيث حددت مشاركة المتسابق بألا تقل عدد الصفحات عن 4 صفحات كحد أدنى ومن يكتب أكثر فليس هناك أي مانع، ومن أراد الإسهاب فله الحرية والـ4 صفحات جاءت اعتمادا على نصوص سابقة كانت فكرتها مختزلة وتركوا الحرية للمخرج ليسهب فيها مثل مسرحية "انتظار".

وعلى سبيل المثال مسرحية "انتظار" للكاتب إبراهيم الحارثي كانت عبارة عن صفحتين وفي الإخراج المسرحي كان للمخرج دور ورؤية، فالفكرة مختزلة من قبل المؤلف وأبعادها وزيادة المشاهد فيها تكون من قبل المخرج. وبين أن تحديد 4 صفحات كحد أدنى للنص المسرحي يعطي فرصة للمبتدئ وفرصة للكاتب المميز ليكتب بأريحية أكثر ولا تكون أقل.


ليست صراعا

وبين ناشر أن فكرة المسابقة ليست تنافسية ولا صراعا وإنما إعطاء فرصة للاحتفال باليوم العالمي للمسرح بصورة مختلفة عما هو تقليدي. وأضاف أن المسابقة تهدف إلى البحث عن كتاب المسرح، حيث نسمع بأن هناك أزمة كتاب للمسرح في المملكة فأردنا من خلال المسابقة أن ننمي روح الكتابة المسرحية، وكذلك أردنا أن نثبت أن لدينا نصوصا مسرحية وكتابا مجيدين.