لم تكن عودة كبير الضباط، القبطان أحمد عبدالحليم إلى مدينة الدمام في موعدها، الذي كان مقررا له الواحدة ظهرا، خلال خطوط "مصر للطيران"، حيث تغير مسار رحلته، بفعل اختطافها من أحد الخاطفين، بعدما كانت متجهة من الإسكندرية إلى القاهرة.

القبطان البحري المصري في شركة أرامكو، والذي كان مقررا أن يقود سفينته التي انتظرته قرابة 4 ساعات في ميناء الدمام، أبحرت دونه، لأنه كان أحد مختطفي الطائرة المصرية التي حطت رحالها بمطار لارنكا في الجمهورية القبرصية.

يروي القبطان أحمد تفاصيل خروجه ضمن الفوج الأول من الطائرة، قائلا إلى "الوطن" التي هاتفته أمس وهو في المطار، إنه بعد مرور ربع ساعة من تحليق الطائرة من ميناء الإسكندرية الجوي، طلب طاقم الطائرة من الركاب جمع "جوازات سفرهم"، بحجة وجود مشكلة كبيرة في الرحلة، دون توضيح أولي منهم.

ويمضي في حديثه: بعد أن علم الركاب بوجود "خطب ما"، ألحوا على الطاقم لمعرفة سبب تأخر الوصول، والمقرر بـ30 دقيقة بين الإسكندرية والقاهرة، حينها أكدوا للركاب أن الطائرة مختطفة.

كما لعبت شاشة العرض الجغرافية الموجودة في الطائرة، إلى تقرير الركاب بأن طائرتهم مختطفة، خلال تغير مسارها من القاهرة إلى قبرص، عبر البحر الأبيض المتوسط، وأكد القبطان الذي كان من المقرر أن ينتقل إلى الدمام، أن وجه الخاطف بالنسبة لهم يكن حاضرا للركاب، بل كان يعطي تعليماته لطاقم الطائرة، الذين بدورهم كانوا يوصلونها إلى الركاب.

وقال "كان الخاطف مرتبكا في خروج الفوج الأول من الطائرة، إذ طلب أولا خروج الإناث المصريات، ثم غير رأيه بخروج المصريين من الرجال فقط، ثم ما لبث أن غير رأيه بخروج جميع المواطنين المصريين فقط، وكنت أحد هؤلاء ولله الحمد".

أحمد، الذي كان يتحدث في إحدى صالات مطار لارنكا الدولي في قبرص، إذ انتقل إليها بصحبة جميع الركاب وأفراد الطاقم، وقبل ساعتين من وصول وزير الطيران المدني المصري، أوضح أن الجهات الأمنية القبرصية حققت مع جميع الركاب بشكل فردي، بهدف جمع معلومات تامة عن الحادثة". وكان السؤال الذي سأله أحمد وغيره من الركاب المنتظرين نقلهم إلى مصر، هو "كيف استطاع المختطف تمرير أدواته خلال الحواجز الأمنية في مطار الإسكندرية؟".