اتسعت الحرب الدائرة للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي الذي أصبح الشغل الشاغل لدول العالم، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية وروسيا اللتان تركتا كل خلافاتهما جانبا وتسعيان بكل قوة إلى استئصال جذور التنظيم التي انتشرت وتوسعت في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا في العراق وسورية.

وتأكيدا على الدور الذي باتت تلعبه المملكة العربية السعودية في مواجهة جماعات الشر -المستطير- ترأس ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وفد المملكة للمشاركة في اجتماعات دول التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، والذي عقد في مقر الناتو بالعاصمة البلجيكية بروكسل بمشاركة واسعة وصلت إلى 49 دولة.

وتأتي المشاركة السعودية هذه المرة بأفكار ورؤى جادة للحد من توسع قواعد التنظيم المتطرف الذي كانت المملكة أول من سل سيوف الحزم للقضاء عليه، وخنق قواعده عبر العديد من الخطوات والعمليات الاستباقية التي تكللت بالنجاح التام لرجال الأمن في عدد من مناطق المملكة على مدى سنوات.

وغير بعيد تأتي هذه المشاركة -المهمة- في التجمع الدولي لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ببروكسل عقب الإعلان سلفا عن المشاركة بقوات عسكرية برية سعودية لمواجهة داعش في سورية، وهي رسالة واضحة عن الدور المحوري الذي باتت تلعبه المملكة اليوم للقضاء على الإرهاب الذي يهدد كل نواحي الحياة في العديد من دول العالم.

ومع كل هذه التوجهات الدولية للقضاء على "داعش" تضيق الدائرة حول الجهات والمنظمات التي تحرك خيوط تلك الجماعات وتديرها من خلف الستار، وهي المستفيد الأول من كل ما حدث ويحدث في العديد من الدول العربية، كسورية والعراق وأخيرا اليمن، وهي الدول التي إذا ما نظرنا إلى سلطة الأمر الواقع التي تمارس الحكم فعليا في تلك المناطق فسنجد أن الأيادي الإيرانية حاضرة وبقوة في تلك البلدان.

واليوم تقود المملكة تحالفا إسلاميا لأكثر من 35 دولة لمواجهة الإرهاب وجماعات الشر التي تلبست بعباءة الدين لتحقيق المآرب التي تصبو إليها، بيد أن القوة التي تترأسها المملكة بهذا التحالف ستغير موازين القوى في المنطقة العربية والإسلامية في قادم الأيام، وستكون المواجهة المباشرة مع تلك الجماعات هي الحل للقضاء عليها بصورة نهائية.