قبل عام من الآن، وعدة أشهر، كتبت هنا، مُستنهضا وزير الإعلام، والصحف، من أجل أن يلحقوا بما يمكن اللحاق به، من نبضات قلب الشاعر والإعلامي الراحل محمد النفيعي، وقد تجاوب مكتب الوزير، كما تجاوبت عدة صحف، عمل بها النفيعي عمراً، ولكن القدر كان أسرع، ومات النفيعي، وما زال حيا.
الآن، وبعد عام وأشهر، من موته، أعود إلى الوزير نفسه، وإلى المؤسسات الصحفية نفسها، مستفزعا بالوزير الشاب عادل الطريفي، في أن يُخصص لمحمد النفيعي، جائزة ثقافية إعلامية شعرية محترمة، تليق بواحد من أهم أصوات الحداثة الشعرية العامية في الخليج، وواحد من أهم من امتهنوا مهنة المتاعب عمرا وجمرا وتمرا، وواحد من مثقفي البلد الواعين والمميزين، وأرشيف الصحف مليء بأطروحاته الرائعة والمتفردة، طوال 25 عاما.
أستنهض من كرسيّ اللامبالاة والنسيان، أيضا، المؤسسات الصحفية الكبرى التي دار فيها النفيعي بقدميه وألقه وسنوات عمره، حاملا مشعل الوعي والاختلاف، بأن تبادر هي الأخرى بطرح ملفات أو على الأقل صفحات، تأبينية، في ذكرى رحيل ابنها، الشاعر والمثقف والصحفي، كأقل كلمة شكر، يسمعها محبو الميت، ما دام أن الميت لم يسمعها طوال حياته.
أستنهض أيضا، أقدام نقاد الشعر العامي، وكروش مُلاك فضائيات الشعر، وماء وجوه إعلاميي الصفحات والمجلات الشعبية الورقية، ليتحركوا جميعا، في توثيق التجربة الشعرية الفاتنة والمتفردة للشاعر محمد النفيعي، وهو الذي لعب دورا كبيرا في تمرحلات النص العامي الحديث، ونقله نقلة نوعية، من خيام القصيدة التقليدية وخيولها وبنادقها، إلى بلاط الحداثة ولآلئه وتحضّره.
وإلى الشاعر المثقف، محمد النفيعي، رحمه الله، وإلى فارس حصان الشعر، ألتفت لأقول:
لماذا تركت الحصان وحيدا؟