في الحفلات الخاصة والعامة، في الزواجات والمناسبات المختلفة، هناك دستور عالمي يتقيد به غالبية البشر، تختلف مواده من مجتمع لآخر، ومن منطقة لأخرى.. يُطلق على هذا الدستور اسم "إتيكيت"!
خذ مثلا موعد المغادرة المناسب.. الأمر لا يخضع لرغبتك أنت.. بل هناك قواعد تضبط ساعتك عليها، وتقرر اختيار اللحظة المناسبة للمغادرة.. وهو ما يجنبك الإحراج، ويقدمك بصورة الإنسان الواعي..
هناك أناس يجهلون هذا الأمر.. فيصبح أحدهم ضيفا ثقيلا.. ربما لا تتم دعوته مرة أخرى!
يجب عليك أن تكون فطنا ذا حس مرتفع يمكنك من معرفة اللحظة المناسبة للاستئذان تبعا لنوعية الحفل، فلا تتسبب مغادرتك في إزعاج الضيوف الآخرين، إن كانت مبكرة، ولا تضاعف إرهاق "المعزب" بجلوسك؛ وكأن مهمتك إطفاء الأنوار وإغلاق الأبواب!
شيء مهم يجب أن تفهمه.. مهما كنت ضيفا محبوبا، ولطيف المعشر، فإن جلوسك أكثر من الوقت المناسب سيجعل منك شخصا غير مرغوب فيه.. وقد تفقد المميزات التي جعلتهم يحرصون على دعوتك، والجلوس إليك، والتقاط الصور لك ومعك، والاستئناس بك وبالحديث إليك.
خلال الفترة الماضية طالبت جماهير نادي النصر رئيس النادي الأمير "فيصل بن تركي" بالاستقالة.. وهي التي حملته قبل سنتين فوق الأعناق، وجعلت منه فارسا أسطوريا قلما يجود زمان النصر بمثله.. كان الخبر مؤلما.. أن تبدأ الصورة تتآكل بهذه السهولة، وهذه السرعة..
هنا وبكل محبة وتقدير، أقول لرئيس النصر، وعاشقه المتيم: غادر الكرسي، ويكفيك أنك غرست محبتك في قلوب الملايين من عشّاق العالمي.. غادر واترك المهمة لغيرك.. فلو دامت لغيرك ما وصلت إليك.. نعم، كان يفترض بك المغادرة نهاية الموسم المنصرم.. لكنك لم تفعل.. تدهورت الحال، ودوامها من المحال، فبدأت بعض الجماهير - يا للأسف - تطالبك بالاستقالة.. غادر اليوم.. وثق أنك ستبقى رمزا نصراويا آخر، بعد الرمز الراحل الأمير "عبدالرحمن بن سعود"، رحمه الله..
إن معرفة التوقيت المناسب للمغادرة، ذكاء وحكمة، وأنت لا ينقصك الذكاء ولا تنقصك الحكمة.. افعلها ولا تكرر خطأ الأمير "عبدالرحمن بن مساعد" في الهلال.. افعلها الآن.