ردا على تصريح الرئيس حسن روحاني، بأن بلاده لا ترغب باستمرار التوتر مع المملكة، أكد وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، أن على إيران أن تتوقف عن التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة ودول الجوار، وأن تمتنع عن زرع الخلايا الإرهابية في المنطقة، إن كانت ترغب في علاقات طبيعية.
وأكد الجبير، خلال مؤتمر صحفي جمعه بوزيرة خارجية جنوب أفريقيا، مايتي نكوانا ماشاباني، أن السعودية مدت يدها بالسلام لإيران منذ أكثر من ثلاثة عقود، لكنها لم تتلق شيئا بالمقابل.
وأضاف أن الرياض أرادت أن تكون لديها علاقات سلمية مع طهران، مستدركا أن المملكة قوبلت بتدخل في شؤونها الداخلية، وتعطيل مناسك الحج، واغتيال أحد دبلوماسييها، وهجمات ضد سفارتها، وزرع خلايا إرهابية في بلادها والدول المجاورة.
الموقف الإيراني
وكان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، قال أوائل الأسبوع الجاري: إن بلاده لا ترغب باستمرار التوتر مع السعودية، مؤكدا أنهما بلدان مهمان في المنطقة والعالم الإسلامي، داعيا إلى حل المشكلات العالقة بين البلدين، مشيرا خلال مؤتمر صحفي في ختام زيارته إلى إسلام آباد، إلى أن إيران ترحب بالجهود التي بذلتها بعض الدول بما فيها باكستان لإزالة هذا التوتر.
وأعرب روحاني عن أمله أن يجد البلدان طريقا صحيحا لحل المشكلات العالقة في المستقبل القريب، مضيفا أنه "يجب أن يبتعد العالم الإسلامي عن هذه التوترات"، لافتا إلى أنه يحتاج إلى التنمية والرفاه والتقدم، وهو ما لا يحصل إلا في ظل السلام والاستقرار، مشيرا إلى أن بلاده لا تألوا جهدا في ذلك.
يذكر أن الرياض اشترطت قبول وساطة لحل الخلافات مع إيران، على أن تكف الأخيرة عن تدخلاتها في الدول العربية، وهو ما لم تلتزم به طهران حتى الآن، وفقا لمصادر مطلعة استبعدت احتمال أي تجاوب رسمي سعودي مع مساع يتردد أن الكويت تبذلها بطلب من إيران، لتطبيع العلاقات مع الرياض و"فتح صفحة جديدة مع دول الخليج". وأكدت المصادر أن السعودية لا ترى أن الاعتداء على ممثلتيها في طهران ومشهد هو وحده المشكلة، بل تعتبر أن طهران تعيث فسادا بتدخلها في اليمن وسورية والعراق والبحرين ولبنان، وفي الكويت نفسها.