اتهم رئيس وفد المعارضة السورية للتفاوض، أسعد عوض الزعبي، نظام الأسد بالتنسيق الكامل مع عناصر تنظيم داعش الإرهابي، مشيرا إلى أن انسحاب الإرهابيين من مدينة تدمر، أول من أمس، تم بالتنسيق مع النظام، تماما كما دخلها التنظيم من قبل. وقال إن المتشددين انسحبوا ليمنحوا النظام ورقة ضغط في المفاوضات السياسية، متوقعا أن ينسحبوا من دير الزور بالطريقة ذاتها. من جانبهم قال محللون إن النظام يحاول نيل شهادة حسن سلوك من المجتمع الدولي بالسيطرة على تدمر والحفاظ على الأماكن الأثرية وطرد داعش منها.
وكانت عناصر التنظيم قد أكملت انسحابها باتجاه السخنة، والبعض الآخر باتجاه الرقة ودير الزور، وهي معاقلهم الرئيسة شمال وشرق سورية. فيما تعمل وحدات الهندسة في قوات النظام على تفكيك عشرات الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها التنظيم داخل المدينة الأثرية بتدمر قبل انسحابه منها.
موسكو تواصل انسحابها
أفادت مصادر روسية، أمس، بأن ثلاث مروحيات هجومية غادرت قاعدة حميميم الجوية في سورية، إضافة إلى بعض المهندسين والموظفين الفنيين، تنفيذا لقرار الرئيس بوتين بانسحاب القوات الروسية، في وقت اعترف الجيش الروسي بوجود وحدة قوات خاصة على أرض المعارك السورية، تساند قوات النظام، مشيرا إلى أن هذه الوحدة تقوم بأعمال استطلاع تكميلية لتحديد الأهداف التي يقصفها الطيران الروسي وتشارك في إرشاد الطائرات لأهداف في المناطق المعزولة إلى جانب مهام خاصة أخرى.
وأشار الجيش الروسي إلى أن مستشاريه يعملون في سورية على كل المستويات، بما فيها التقنية، ويساعدون قوات النظام في تخطيط وتنفيذ العمليات العسكرية، موضحا أنهم قدموا مساعدات كذلك للقوات الكردية.
وكانت مروحيتان من طراز أم. آي-24 وثالثة من طراز أم.آي-35 قد غادرت قاعدة حميميم السورية على متن طائرات أنتونوف 124 المخصصة للنقل، مع عدد من المهندسين والموظفين الفنيين، فيما نقلت مصادر إعلامية عن ضابط روسي في القاعدة الجوية قوله إن القوات الروسية المتبقية في سورية كافية "لتنفيذ أي مهام عسكرية".
إضعاف دور إيران
أكد السفير الإيراني السابق لدى مكتب الأمم المتحدة في جنيف، علي هرّم، أمس، أن روسيا خدعت بلاده، و بشار الأسد، في مناطق مختلفة بسورية، من خلال سحب قواتها وإعلان حالة وقف إطلاق النار. وقال في تصريح لموقع "عصر إيران"، إن موسكو قدمت الدعم لكل من الأسد وإيران في سورية والعراق، ثم سحبت قواتها لتعلن حالة وقف إطلاق النار، الأمر الذي أدى إلى إضعاف دور طهران الذي كان يتصاعد في المنطقة. وأضاف أن الخطوة الروسية أفشلت إستراتيجية طهران في المنطقة، وأن روسيا استهدفت من دخولها سورية ثم انسحابها المفاجئ تحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة، لإنهاء المشاكل التي تعاني منها في سورية وأوكرانيا".