مؤشر غياب القدوة الصالحة بدأ يدق ناقوس الخطر في مجتمعنا ويهدد مستقبل أجيالنا، والمواطن هو ركيزة المجتمع وينتمي جسديا ووجدانيا له ويهتم بكل شؤونه ويعمل كل ما هو في صالح وطنه واستقراره. واليوم انتشرت الحروب ورائحة الغدر والدم، ومن يشاهد تلك الحروب والدمار والقتل - من الأطفال الذين تزداد معاناتهم - يتضرر نفسيا، وعندما تسأله ما حلمك يبكي ومن عينيه دموع تنهمر؟ هؤلاء لا يعرف كثير ما يتعرضون له من الآلام والأحزان وكل ذلك أظنه بسبب غياب المواطن الصالح القدوة.

فلقد ظهر لدينا مرض السلوك الإجرامي الذي يجب استئصاله وبتره لأنه معد ولا يجوز السكوت عليه. ومهمتنا أن نعالج ذلك المرض المزمن ونمنع عودته لأننا لا نريد أن يكون بيننا مريض بهذا الوباء الذي يلطخ الوطن ويلوثه بالغدر والخيانة.

لقد منحنا الله العقل والصحة ويجب أن نحسن استغلالهما ليرضى الله عنا، وعلينا أن تتكاتف الجهود مع المؤسسات الحكومية والأهلية والفردية في هذا المجال، ويكون لدى أولادنا القدوة الصالحة، لأن الإنسان يقتدى بأقرب الناس إليه ، فتأثير الفعل أقوى من تأثير القول بكثير، قال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة)، وهذا يدل على أهمية القدوة في الدين الإسلامي، ولا يغرس تلك القدوة إلا المعلم والأب والمربي، فالطفل يقلد من يحب دوماً. ويأتي دور الإعلام في إبراز الشخصيات التي تخدم المجتمع مثل الطبيب والمفكر والعالم والضابط وكل أطياف المجتمع الفاعلة لما فيه الخير والصلاح، وهناك من الآباء الشرفاء الذين يعملون لتوفير لقمة العيش لأبنائهم حتى يتعلم ويصبح مواطنا صالحا يدافع عن وطنه ويعمل بالقيم الإنسانية، ويراعي حقوق دينه ووطنه ونفسه ومجتمعه وولاة أمره، ويعرف واجبه تجاه كل منهم، وخير قدوة الأب والأم في تربيتهم للأبناء وتعليمهم علوم الدين وحب الوطن والإحساس بضرورة أداء الواجب والوفاء لكى يخدموا أمتهم.

الوطن بحاجة لأبنائه من خلال نقاط يمكن تلخيصها بالآتي:

- إذا اعتمد الإنسان على نفسه يسد حاجته ويعمل وينفع نفسه وأهله ويصبح قدوة لأبنائه فيحذون حذوه لأن أفضل معلم للأبناء هو الوالد والمعلم.

-إننا ننتظر من الأطفال ما لا ننتظره من الآخرين ونأمل من هذا الطفل أن يصبح رجل الغد وامرأة الغد وسوف يقدم إنجازات كبرى وخدمات عظيمة تجعل هذا الوطن دولة حديثة.

- تفعيل دور الإعلام وتقديم القدوات التي تعمل بإخلاص وتسليط الضوء عليهم حتى يكونوا مثالا يحتذى به من الشباب وغيرهم.