لا ينكر أي عاقل أن المستوى العام للاعب السعودي انخفض بشكل حاد، وباتت ملاعبنا تعاني ندرة رهيبة في أعداد المواهب، مع أننا نعيش فترة ما قبل الخصخصة، أو فترة التهيئة لتخصيص الأندية، والتي لها متطلبات عدة، أحدها المتطلب الفني، واللاعب بطبيعة الحال هو أحد عناصر اللعبة المهمة، والذي يحتاج إلى برامج تطوير وتأهيل لرفع كفاءته الفنية، لزيادة جودة النشاط كمنتج رياضي مهم لتسهيل عملية انتقال النادي من منشأة حكومية إلى منشأة خاصة ومستقلة بذاتها.

وفي منافسة الدوري السعودي لهذا العام، رأينا مقدار انخفاض مستوى الأندية المنافسة، فما بالك بالأندية غير المنافسة مع عزوف جماهيري كبير في كثير من المباريات المحلية، وهذا العزوف تزامن مع هجرة جماعية للجماهير لمتابعة الدوريات الأوروبية التي وصلت إلى مرحلة متقدمة من الكفاءة الفنية.

لكي تنجح الخصخصة وتحقق أهدافها، لا بد من البدء في توفير البيئة المناسبة لنجاحها، فهناك متطلبات فنية يجب توافرها وتسعى إلى الاهتمام برفع كفاءة اللاعب كأهم عنصر فني من عناصر اللعبة، مع تطوير طرق التدريب المستخدمة واستخدام طرق حديثة، إضافة إلى معاقبة اللاعب على السلوكيات الخاطئة مع الاهتمام بتغذيته وتوفير الرعاية الصحية المناسبة له.

عاشت الأندية السعودية في السنوات الأخيرة في فترة تراخٍ وتكاسل لتحقيق أهم الأهداف المنوطة بها، وهي صقل المواهب ورعايتها، وهو السبب الرئيسي لتدني مستوى الرياضة ككل.

لذا، حان الوقت لإحياء المدارس الرياضية، لأنه الحل الأمثل لضمان استمرار خطوط الإنتاج لضخ المواهب والإمكانات لرفع المستوى العام لكرة القدم المحلية.

رفع الكفاءة الفنية للدوري السعودي يحتاج وقتا طويلا وعملا مكثفا وتطويرا مستمرا، لتوفير الحد الأدنى من المتطلب الفني، حتى يكون الانتقال إلى الخصخصة الشاملة سهلا وسلسا، أو المصير نحو الفشل الذريع.