أكد المتحدث الرسمي لقوات التحالف العميد الركن أحمد عسيري أن التزام أطراف الوساطة في المناطق الحدودية بكامل اتفاقياتها جعل الوضع أكثر هدوءا خلال الفترة الماضية، مع وجود بعض الخروقات من قبل الميليشيات، ولكن في المجمل العام فإن الوضع يسير وفق ما هو مخطط له.
وأشار عسيري في حواره مع "الوطن" إلى أن بعض المنظمات الإنسانية تستقي معلوماتها من الميليشيات وإعلامها ولا تخدم الصالح اليمني بشكل عام، كاشفا أن من تم استهدافهم أخيرا هم ميليشيات تبيع وتشتري القات وليس سوق حجة كما أشارت بعض وسائل إعلام المخلوع والحوثيين، معتبرا أن دور قوات التحالف الحالي يعتمد بشكل كبير على إسناد الجيش اليمني في تحرير بعض المناطق.
الوضع الحالي على الحدود هو التهدئة، هل سيتطور إلى هدنة، ومن ثم حل سياسي ينهي الحل العسكري؟
الوضع الحالي أنه لا تزال الأطراف المتوسطة في التهدئة ملتزمة، وهدفنا الأول والأخير هو دخول المساعدات الإنسانية للقرى المتضررة في الجانب اليمني، ونقطة تدخل هذه الحملات الإغاثية لا بد أن نتأكد من سلامة الطرق والممرات التي ستسلكها، وذلك بعمل يتم من الجانبين، من ضمنه إزالة الألغام، وبشكل عام التهدئة ما زالت موجودة، وإن شهدت من وقت بعض الخروقات التي تتم معالجتها في حينها.
يتردد حديث عن تلقي قيادة التحالف مطالبات من المخلوع أو الحوثي بإيجاد مخرج آمن لهم، ما حقيقة مثل هذه التسريبات؟
لا أحب التعليق على التسريبات، لأنها في النهاية تبقى تسريبات، ونحن في التحالف نؤكد على شيء معين هو الحل السياسي الذي يتضمن القرار الدولي 2216 عبر المبعوث الأممي لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وعبر الحكومة اليمنية الشرعية، ولو أراد الانقلابيون أي أمر من هذا القبيل فهم يعلمون كيف يصلون للمبعوث الأممي، وسبق أن أعلنا بصراحة أن الحل السياسي في اليمن لن يكون إلا عبر القرار الأممي وعبر المبعوث الأممي وحكومة الرئيس هادي.
طالت التحالف اتهامات حول استهداف المدنيين، والمواقع الأثرية وبعض السفارات الأجنبية في اليمن، هل يملك التحالف أدلة موثقة حول براءته، وإثبات المتسبب الحقيقي؟
مجمل هذه الاتهامات تم الرد عليها في حينها، كل حادثة على حدة، ولم نلتزم الصمت أبدا، وتم كشف ممارسات ميليشيات الحوثي والمخلوع لاستغلال هذه الظروف عبر نشر مغالطات لتضليل الرأي العام، وفيما يخص الاتهامات الأخيرة حول استهداف سوق حجة، فاللغط حدث عندما اعتمدت بعض المنظمات على بيانات تمت صياغتها من قبل الانقلابيين والميليشيات الحوثية، وأنا أرى أن هناك خللا في عملية تقصي الحقائق، فمثلا الآن الحكومة الشرعية موجودة في اليمن والجيش اليمني موجود في محافظة حجة، وهو معلوماتيا يعد الأكثر مصداقية، وكان للجيش أخيرا بيان أوضح من خلاله أين كان السوق الذي يقولون إنه استهدف وأين المواقع التي استهدفها طيران التحالف إثر وجود تجمعات حوثية تبيع وتشتري في القات، ولا أود أن ننساق خلف تبرير الاتهامات كثيرا، لكن ما أود قوله إن المنظمات الإغاثية الإنسانية التي تتكلم عن الإنسان اليمني في الداخل ما زالت تستقي معلوماتها عن بعد، وهذا لا يخدم الجانب اليمني.
التحالف يعمل في عدة غرف عمليات مشتركة، كيف يتم التنسيق بينها في الرياض والداخل اليمني؟
العمل العسكري يتم وفق مراكز قيادة وسيطرة لإدارة العمليات، وحتى القوات اليمنية الموجودة في اليمن هي جزء من التحالف، مربوطة بمراكز القيادة والسيطرة، ولدى كل تلك المراكز وعلى جميع المستويات جانب تكتيكي وجانب عملياتي، وانتشارها لا يعني عدم ترابطها، فكلها تصب في مركز عمليات الدفاع الوطني الذي تدار منه عمليات اليمن.
استقبلت المملكة أعدادا كبيرة من اللاجئين اليمنيين، هل هناك إحصائية عن أعدادهم؟
نحن لا نسميهم لاجئين، بل نراهم مواطنين يمنيين تعرضوا لبعض الصعوبات، والمملكة حلت أوضاعهم في وقتها، ومنحوا الإقامة حتى يستطيعوا العيش بسهولة ويمارسوا أعمالهم، وكل هذه الإجراءات هدفها تخفيف المعاناة عن المواطن اليمني.
الطيران المدني الإيراني قام بعدد من المغامرات محاولا إنزال طائرات مدنية في صنعاء في بداية الأزمة، وكان رد التحالف باستهداف مدرج الطيران قبل الهبوط.. هل ما زالت تتكرر تلك المغامرات، وكيف السبل لمواجهتها؟
كل ما حدث سابقا، أعلن في حينه، وليس هناك تكرار منذ ذلك الوقت، ولو تكرر سننشر مثل تلك الممارسات في الإعلام المحلي والدولي، ولدينا من الإجراءات ما يكفل ردع التكرار.
مع بداية العاصفة كانت باكستان ضمن دول التحالف، لكن في الفترة الأخيرة لم يعد عملها يظهر في المؤتمرات.. هل توصلتم إلى صيغة معينة حول المشاركة الباكستانية؟
غير صحيح، المشاركة الباكستانية في دعم عمليات التحالف ما زالت موجودة ولم تغب منذ بداية العاصفة، ومشاركتها متميزة على مستوى القوات البحرية لدعم عمليات التحالف، وتؤدي أدوراها بكل نجاح.
تدمير البنية التحتية لقوات المخلوع استغرق كثيرا من الوقت، هل فوجئ التحالف بكثرة تلك المخازن وطريقة تخزينها؟
علينا أولا التفريق بين البنى التحتية العسكرية في اليمن، وبين مستودعات المخلوع صالح، لأن كل ما هو بنية تحتية هو من مقدرات الشعب اليمني ولا يمكن إلحاق الضرر به ما لم تكن هناك ضرورة عملياتية قصوى، وأما الأسلحة والذخائر التي تستخدمها الميليشيات وقوات المخلوع فهناك منهجية لمتابعتها وتدميرها أولا بأول، وعدم السماح لهم باستخدامها، وكنا نعلن هذا خلال المؤتمرات الصحفية يوميا، كما أننا تجنبنا استهداف بعض تلك المخازن لوقوعها في تجمعات سكانية، لكننا نعمل على منع الميليشيات من الاستفادة منها عبر طرق عسكرية أخرى غير الاستهداف.
أعلنت في بعض الوكالات العالمية أنه تم الانتهاء من العمليات العسكرية في اليمن، ولذلك أسأل كم بقي لتصبح الحكومة الشرعية مسيطرة على كامل اليمن؟
أنا تحدثت عن العمليات العسكرية الكبرى، وهي أوشكت على الانتهاء، وانتقلنا إلى مرحلة إعادة الاستقرار، والمعروف أن أي حملة عسكرية تمر بمراحل، ولا يمكن أن تكون العمليات على وتيرة واحدة، وهي تختلف باختلاف الأحداث، ففي مارس الماضي كنا ننفذ عمليات على كامل الأراضي اليمنية بكامل المستويات الإستراتيجية والتكتيكية والعملياتية، وأما اليوم فلم تعد لدينا عمليات إلا الإسناد للجيش اليمني الذي يقاتل في مناطق محدودة، وبقية المناطق أصبحت محررة وتحت سيطرة الشرعية.
هل تحرير صنعاء من ضمن مراحل الإسناد، أم من ضمن العمليات الكبرى؟
في إجابتي السابقة قلت لا تزال هناك بعض العمليات الكبرى، ولم نقل إنها انتهت تماما، وبهذا أعتقد أن تحرير صنعاء واضح من إجابتي السابقة، فهناك عمليات كبرى قليلة ومحدودة.