على الرغم من الجهود التي بذلها مرور الرياض في الفترة الأخيرة لمراقبة ومتابعة الشاحنات الكبيرة، ومنعها من مضايقة السيارات في طرقات العاصمة أوقات الذروة، إلا أن معاناة السائقين خاصة الموظفين ووسائل نقل طلاب المدارس والجامعات، ما زالت مستمرة من هذه الشاحنات التي تقلق مرتادي طرقات العاصمة، وتهدد حياتهم، وتؤخرهم عن مواعيد عملهم وغيرها، لا سيما في جنوب وشرق الرياض.

تجاهل الأنظمة

شكا عدد من المواطنين من تواجد هذه الشاحنات بأعداد كبيرة في طرقات الرياض، غالبية ساعات اليوم، وعدم اكتراث سائقيها بأنظمة المرور، وعدم التزامهم بالمسارات المحددة أو السرعة القانونية، عطفا على تهور بعضهم، وعدم المبالاة بارتكاب الحوادث المرورية كونهم يحملون تأمينا شاملا أو تأمينا ضد الغير، ويبرزونه عند ارتكابهم للحوادث، وبالتالي لا تتم معاقبتهم أو إيقافهم أو تحميلهم أي مبالغ مالية، فيستمرون في مخالفاتهم اليومية.

"الوطن" وقفت على معاناة السائقين، خاصة على الدائري الجنوبي للعاصمة، وبالذات طرق الحائر والدار البيضاء والخرج، وكذلك شرقا في طريق خريص، خاصة في تقاطعه مع طريق الشيخ جابر، حيث تحولت الأحياء المجاورة لهذه الطرق إلى مواقف عشوائية للشاحنات الكبيرة المحملة بحمولات حديدية وأسمنتية ومواد كيماوية تنذر بالخطر. ويحاول سائقو هذه الشاحنات التخفي عن الأنظار داخل الأحياء وفي الساحات المحيطة بالطرقات، وينتظرون الفرص المناسبة للدخول بشكل مخالف للطرقات، للوصول إلى وجهاتهم في الأوقات غير المسموح بمرورهم فيها، مسيطرين على غالبية مسارات الطرق دون اكتراث.

تهور السائقين

في السياق ذاته، قال المواطن فيصل العنزي لـ"الوطن" إن الشاحنات تتكدس داخل الأحياء السكنية وتتسرب مع طريقي حمزة، وأبو الأسود الدؤلي شرق الرياض، وتغافل دوريات المرور وسط الأحياء، وتدخل إلى طريق خريص باتجاه كوبري المعيزلية، الذي حدث فيه انفجار ناقلة الغاز قبل سنوات، وهناك يختلط الحابل بالنابل وسط تهور لقائدي تلك الشاحنات، واستحواذهم على كل المسارات، بما فيها المسار الأيسر الذي عادة ما يحاول قائدو السيارات الصغيرة الهروب منه، وتجاوز تلك الشاحنات، إلا أنهم يصطدمون بطوابير منها. وطالب العنزي بإغلاق طريقي حمزة وأبو الأسود أمام هذه الشاحنات، ووضع عقوبات رادعة لمنع الكوارث التي يسببونها، مشيرا إلى أن عشرات الشاحنات تتكدس قبل مخرج 17، وتتحرك بشكل فردي حتى لا تلفت أنظار المرور مما يسبب تكدسها لاحقا في الدائري وعرقلتها لحركة السير.

إعادة تصميم الطرق

أضاف العنزي أن الكثير من طرقات الرياض تحتاج إلى إعادة تصميم لمنع المخالفين، لافتا إلى أنه منذ 15 عاما، وهو يرتاد طريق خريص صباح مساء، للوصول إلى مقر عمله، ويرى أن الصداع اليومي لهذا الطريق الذي يعتبر أكثر طرقات العاصمة ازدحاما سببه التصميم السيئ، وغياب الرقابة المرورية، وعدم تواجد دوريات المرور باستمرار، حيث يعاني مسار المتجهين غربا من بعد معارض النسيم للسيارات تداخل المسارات مع بعضها البعض مما يخلق ازدحاما كبيرا، ويعرقل حركة السير، فالسالك للمسار الرابع يضيق به الطريق ليجد نفسه فجأة داخل معركة مع المسارات الأخرى، فيما يمكن توسعة الطريق من خلال الأرصفة الكبيرة التي تحيط بالطريق دون استفادة من مساحتها الكبيرة.

عقوبات رادعة

أما المواطن عبدالله العمري فأشار إلى أنه رغم الجهد الملموس لدوريات المرور في استيقاف الشاحنات المخالفة، إلا أن هناك تماديا من أصحاب الشاحنات في المخالفات، مقترحا وضع عقوبات رادعة لمن لا يلتزم من أصحاب الشاحنات بالمسار الأيمن، الذي يفترض تخصيصه للشاحنات وعدم تجاوزه للمسارات الأخرى، ومن يخالف تلغى رخصته، ويتم إيقافه عن العمل، وتغريمه وترحيله إلى بلده، وحينها سيلتزم الجميع بأنظمة المرور، كما طالب بتفعيل ومراقبة الأوقات المخصصة لمرور الشاحنات التي حققت نجاحا مميزا في السنوات الماضية، لكنه يتم التحايل عليها من بعض السائقين المخالفين.