تكشفت مزيد من الحقائق حول عملية نقل مجموعة من يهود اليمن عبر عمليات متعددة، تمت في سرية تامة خلال الفترة الماضية، آخرها كانت نقل مجموعة من 17 يهوديا. وأشارت مصادر إعلامية إلى أن الوكالة اليهودية للهجرة أشرفت بشكل مباشر على تلك العمليات، وأضافت أن مساعدات قيمة قدمتها الخارجية الأميركية في هذا الصدد، استجابة لطلب رسمي تقدمت به الحكومة الإسرائيلية، واستمر العمل على إعداد خطة محددة لنقل اليهود اليمنيين لعام كامل. وأن خمس عمليات تمت منذ استيلاء الحوثيين على السلطة واجتياحهم صنعاء في سبتمبر 2014، وكانت الأخيرة الأسبوع الماضي.

وتابعت أن الأجهزة الأمنية في تل أبيب تكتمت على وصول الدفعات الأولى من اليهود اليمنيين، لضمان نجاح بقية العمليات، وإخراج كل اليهود المتبقين هناك.


رشاوى ومصادرة

أضافت المصادر أن جماعة الحوثيين الانقلابية كانت على علم بالعملية، وتلقت مبالغ مالية تصل إلى حوالى مليوني دولار، للسماح بخروج اليهود الذين اضطروا أيضا للتوقيع على إقرارات بالتنازل عن أراضيهم وأملاكهم قبل مغادرة اليمن.

وأضافت المصادر أن عدد من تم إخراجهم خلال العمليات الخمس الأخيرة بلغ 200 يهوديا، فيما رفض 50 آخرون مغادرة اليمن، وتمسكوا بالبقاء فيها. وأن من بين المجموعة التي وصلت تل أبيب أخيرا الحاخام سليمان دهاري الذي وصل مع والديه وزوجته، وأحضر معه نسخة قديمة من التوراة تعود إلى 800 عام، مكتوبة على جلد حيوان، وتم الاحتفاظ بها طوالة الفترة الماضية.


انتهازية ولصوصية

وصف المحلل السياسي ناصر اليزيدي مشاركة الحوثيين في خروج اليهود اليمنيين، بأنه تصرف يكشف بوضوح مقدار الانتهازية الذي تتعامل بها، وأنها على استعداد لعمل أي شيء في سبيل الحصول على المال، وقال "الجماعة التي ترفع شعار الموت لأميركا واللعنة على اليهود، ها هي تتعامل مع أميركا وإسرائيل، وتسمح بخروج اليهود، وتتلقى الرشاوى لأجل خروجهم، وتستولي على ممتلكاتهم وتصادرها دون وجه حق".

وأضاف "الحوثيون عبارة عن مجموعة من اللصوص والانتهازيين الذين يرفعون شعارات جوفاء خالية من المضمون، وكل من شارك في جريمة إرغام اليهود اليمنيين على الخروج، وتهديد حياتهم، ومصادرة أملاكهم، لا بد أن يمثل يوما أمام المحاكم، ليدفع ثمن جريمته، وينال العقاب".