واصلت الصحف العالمية تغطيتها أحداث بروكسل، وطرحت مجموعة من الأسئلة حول كيفية تشديد الإجراءات الأمنية لمنع تكرار تلك الهجمات.

قالت صحيفة "لو باريسيان" في مقال، إنه بعد اعتقال العقل المدبر لهجمات باريس، صلاح عبدالسلام، ولدت هجمات بروكسل الانتحارية تساؤلات عدة حول حجم شبكة "داعش" الإرهابية في أوروبا، مشيرة إلى أن الصور المنشورة من المحققين البلجيكيين، والمأخوذة عن كاميرات المراقبة في مطار بروكسل، أظهرت ثلاثة رجال: اثنان منهم يرتديان قفازات في اليد اليسرى ويتقدمان في بهو المطار. وعند الثامنة صباحا مات اثنان من الإرهابيين، عقب انفجار القنابل التي كانوا يحملونها في حقائب سوداء، فيما تمكن الثالث من الهرب.

تساءلت الصحيفة عما إذا كانت الهجمات التي وقعت بعد أربعة أيام من اعتقال عبدالسلام الذي تمكن من الاختباء في شارع "الثمانينات" في ضاحية مولينبيك، تهدف إلى الانتقام من اعتقاله. وكشفت التحقيقات رصد عدة اتصالات للرجل مع قيادات "داعش" من مخبئه في بروكسل.


عدم استفزاز المسلمين


قالت صحيفة "لي زيكو"، على لسان الخبير في شؤون الإرهاب، ماثيو هينمان، إن اختباء عبدالسلام لأربعة أشهر، يبين بالفعل تمتع الإرهابيين بدعم كبير من ناحية المخابئ، وإن القدرة على مهاجمة أهداف متعددة في وقت واحد تدل على كفاءة متطورة، قادرة على التحرك مع وكلاء في جميع أنحاء أوروبا، وإرسال أفرادها إلى سورية، ثم إعادتهم دون أن يكتشف أمرهم.

وأضاف أنه لا يجب إطلاق عمليات تنقيب أو بحث عشوائي بين المسلمين، فهي لن تكون مجدية، ويحتمل أن تسبب فتنة بين الدولة وجزء من السكان، ويدعم تنظيم داعش، كما يجب أن يظل رد فعل السلطات انتقائيا على أساس المعلومات والعمل الدقيق للعدالة.





الفشل الأمني


كشفت "واشنطن بوست"، في مقال للكاتب ديفد إجناشيوس، إن الهجمات أظهرت "عجزا مريعا" في نهج أوروبا تجاه أمنها، ووصف التهديد الأمني الذي تواجهه حاليا بأنه غير مسبوق في تاريخها الحديث، في وقت تعاني فيه أزمات تتعلق بالعملة الموحدة واللاجئين والسيطرة على حدودها البينية ومع الدول المجاورة لها.

وذكر أن الاتحاد الأوروبي يجب عليه إعادة إنشاء نظامه الأمني، من أجل تسهيل تبادل المعلومات ومراقبة الحدود وحماية مواطنيه.

وقال إن موجة "الجهاديين" العائدين إلى أوروبا مذهلة إذ تقدر الاستخبارات الأميركية في تقاريرها أن أكثر من 38 ألف مقاتل أجنبي سافروا إلى العراق وسورية منذ 2012، منهم خمسة آلاف على الأقل من أوروبا وحدها.


مراجعة الإجراءات


نشرت "نيويورك تايمز" مقالا عن عدم جاهزية الأجهزة المعنية بالأمن لأداء مهامها على الوجه الأكمل، وقالت إنه ورغم ما تبذله السلطات البلجيكية عقب هجمات شارلي إيبدو في فرنسا العام الماضي، فإن هناك ثغرات كبيرة مثل عدم سد النقص الكبير في قوات الشرطة بحي مولنبيك، وفي أجهزة إعمال القانون بجميع أنحاء البلاد، وكسر الحواجز البيروقراطية بين مختلف أجهزة الاستخبارات. وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي بأكمله في حاجة إلى تحسين أمنه.