أكد دولة رئيس وزراء ماليزيا الأسبق الدكتور مهاتير محمد على أهمية الاعتماد على القدرات الوطنية والاستغلال الأمثل لكل الموارد المتاحة الطبيعية منها والبشرية والاستفادة منها في بناء مجتمع اقتصادي إنتاجي يحقق الاكتفاء الذاتي وعدم الاعتماد على مصدر واحد فقط للدخل القومي باعتبار أن الثروات يمكن أن تنضب في أي وقت، بالإضافة إلى أن أسعارها في السوق العالمية غير ثابتة وخاضعة للتغيير والتقلبات، ما يؤثر على الاقتصاد العام للدول غير متعددة المصادر.


التحكم بالموارد


جاء ذلك خلال اللقاء المفتوح الذي عقدته الغرفة التجارية الصناعية ببريدة أمس بمقر الغرفة، وجمع دولة رئيس وزراء ماليزيا الأسبق الدكتور مهاتير محمد والوفد المرافق له برجال المال والأعمال في منطقة القصيم، الذي عبر فيه عن دهشته لما شهده من تطور جمالي للمنطقة، مشددا على أهمية التحكم بالموارد وإدخالها في عدد من الصناعات التحويلية وتصريف المنتجات بشكل مناسب لتحقيق تدفقات مالية وعائدات ربحية جيدة، منوها بضرورة معرفة ما يدور حول العالم من أحداث وفهم موقعنا منها لعدم ترك المجال أمام الدول العظمى لتقرير مصائرنا.





الاستقرار السياسي


قال مهاتير محمد إن الاستقرار السياسي يشكل أول أسس التنمية وإن العنصر البشري هو أداتها ومحركها، لهذا لابد من استغلال طاقات الشباب وإدماجهم في الفعاليات والأنشطة الاجتماعية التي تبعدهم عن التطرف والصراعات التي تمزق النسيج الاجتماعي وإن التعليم مهم جدا لمختلف الفئات والأعمار لكن الأهم من ذلك في العملية التنموية هو وضع الأسس والخطط العلمية والدراسات المبنية على المقومات وتحديد الأولويات والاحتياجات، مشيرا إلى أن التمور بأصنافها المتعددة وجودتها العالية تعتبر ثروة كبيرة ومقوما أساسيا في اقتصاد المنطقة والمملكة لكنه يحتاج إلى تسويقه بصورة أفضل وإدخاله في صناعات تحويلية ليكون نواة لمنتجات أخرى، مؤكدا أن السعوديين يمكنهم العمل في الوظائف والمهن التي يشغلها الوافدون، مرحبا بالشراكة الاستثمارية مع قطاعات الأعمال بين البلدين، مبينا أن لدى ماليزيا وكالات يمكنها تقديم الخبرات والاستشارات اللازمة في جوانب تطوير المهارات ورفع القدرات.

من جهته، أوضح رئيس مجلس إدارة غرفة القصيم إبراهيم بن موسى الزويد أن اللقاء يأتي ضمن برنامج زيارة الدكتور مهاتير محمد للمنطقة بناء على دعوة وجهتها له الغرفة للمشاركة كمتحدث رئيس في ملتقى الشباب التاسع ببريدة الذي سيستعرض فيه التجربة الاقتصادية الماليزية ومقومات نجاحها، منوها بأن مثل هذه اللقاءات تسهم في تعزيز العلاقات بين الجانبين وفتح آفاق واسعة للتعاون الثنائي في مختلف قطاعات الأعمال.