فيما أكد معالج شعبي أن العلاج بشد الرأس طريقة قديمة ترجع إلى الفراعنة، وأنه يعالج العديد من المرضى، حتى أطباء وممرضين، وأن ممثلين لجهات حكومية زاروه وتعرفوا على طريقة عمله، وسمحوا له بالاستمرار، نفت وزارة الصحة أن تكون هناك تصاريح تعطي للمعالجين الذين يقومون بـ"شد الرأس" لعلاج ما يعرف بـ"التنسيم".

وقال مصدر بالمركز الوطني للطب البديل والتكميلي التابع لوزارة الصحة لـ"الوطن" إن "المركز لا يمنح تصاريح للمعالجين بشد الرأس، لعدم وجود سند علمي لهذه الطريقة تسمح بالاعتراف بها"، مشيرا إلى أنه لم يسبق أن أجريت تجارب سريرية حولها ليتم السماح بإصدار تراخيص بهذا الشأن.


الانطواء على خطورة


يري مؤسس ورئيس قسم الطب التكميلي والبديل، رئيس قسم الطب الطبيعي بمستشفي المشفى بجدة، الدكتور عبدالله القشيري أن "العلاج بشد الرأس من الطرق التقليدية في التداوي، وتدخل تحت مسمي الطب الشعبي، ولكن لا يوجد مستند علمي لها، وهذه الطريقة قد تنطوي على خطورة على المرضى". وأوضح أن "الجهة الرسمية المختصة بهذا النوع من العلاجات هي المركز الوطني للطب البديل بوزارة الصحة، وإلى وقتنا الحالي لا يوجد تقنين للمعالجين الشعبيين".





شد الرأس


يقول المعالج الشعبي المتخصص في شد الرأس بدر العتيبي لـ"الوطن": "بدأت العلاج بشد الرأس حينما كنت أبحث عن دواء لألم أعانيه منذ أكثر من 19 عاما، وهو ما دفعني للبحث في أكثر من منطقة عن معالج شعبي، وبترددي على عدد من المعالجين اكتسبت خبرة العلاج بشد الرأس". وأضاف: "العلاج بشد الرأس من الطرق القديمة التي عرفت لدى الفراعنة، وما زالت تمارس إلى وقتنا الحاضر في مصر، وانتقلت إلى المملكة عن طريق الحجاج القادمين من الأردن إلى تبوك، ثم بدأت تعرف بين عامة الناس منذ ثلاث سنوات". وأوضح العتيبي أن "طريقة العلاج بشد الرأس تستخدم في علاج تنسيم الرأس، وأعراضه الصداع، وغشاوة في النظر، وطنين الإذن، والبعض يشتكي من الوسواس القهري، وتم علاج كثيرين بهذه الطريقة".

وأشار إلى أنه يطلب من المريض الاستمرار على الأدوية التي تم وصفها الأطباء له حتى بعد إجراء هذه الطريقة في العلاج، إلى أن تتحسن حالته، ويراجع المريض طبيبه الذي وصف له العلاج، وهو من يحدد إيقاف العلاج بالتدريج، حسب حالة المريض الصحية.




زيارات رسمية

أكد العتيبي أنه أثناء وجوده في بعض المدن قام بزيارته عدة أطباء وممرضين يعانون ألاماً مختلفة، وبعد إجراء القياس لهم اتضح أنهم يعانون وجود تنسيم في الرأس وبحاجة إلى إجراء عملية الشد، كذلك زار مستشفيات للصحة النفسية، حيث سمح له بتقديم هذا العلاج لبعض المرضى الذين كانوا يعانون أعراضا لتنسيم الرأس.

وأضاف أن "ممثلين لعدة جهات حكومية زاروني للتأكد من صحة العلاج الذي أقدمه للمرضى، وبعد التعرف على ما أقوم به سمحوا لي بمواصلة عملي"، مشيرا إلى أن دخول العديد من المجهولين في هذه المهنة تسبب في إثارة إشاعات حول هذه الطريقة.

وأبان المعالج الشعبي أن "هناك أشخاصا يدعون إتقان هذه الطريقة، ولكن للأسف قد يصاب الشخص بصداع نتيجة لعدم إتقان المعالج عملية الشد، لأنها تقوم على أسس معينة، منها أخذ مقاس الرأس عن طريق حبل يربط حول رأس المريض بالطول ثم بالعرض، ومعرفة وجود ما يعرف "بقفلة الرأس"، وهي فتحة بجمجمة المريض يعرفها المعالج، وتكون إما في مقدم الرأس أو مؤخرتها".