(شاهر) يحب الكرة من صغره وظهرت عليه المهارة في المدرسة الابتدائية، وأصبح يُشاد به في المتوسط والثانوي، ولهذا تم ابتعاثه على حساب والده قبل 4 أعوام إلى ألمانيا لتعلم الانضباط الكروي، لأن اللاعب غير المنضبط لا تنفعه المهارة، وكان يسكن في غرفة مشتركة، ويذهب إلى النادي بدراجة على الرغم من قدرات والده المادية التي يمكن أن تحقق له مستوى أفضل، كما تدرب على النوم المبكر ونوعية الطعام، لأنها مهمة جدا للاعب، والأهم عدم السهر، وكيف يتعامل مع النساء (حتى الزوجة) لأن اللاعب لا يفترض أن يمارس الجنس مثل باقي الناس وبالذات أيام المباريات.

عاد (شاهر) بعد عامين للسعودية وسجل لنادي الوحدة في الفريق الأولمبي، ولكن بسبب هبوط الوحدة إلى دوري الدرجة الأولى، وظروف وملابسات أخرى نسيها شاهر وتجاوزها!! فإذا أضفت عدم استعداد الأندية السعودية لتبني لاعب مغمور، مع أنها تدفع ملايين الدولارات للاعبين مغمورين أجانب ليحترفوا ويتعلموا في ملاعب السعودية، المهم لكل ذلك اضطر لأن يغادر مرة أخرى، ولكن إلى البرتغال التي صقلت فيه انضباطيته داخل الملعب وكيفية التعامل مع الحكم وكذلك التكتيكات وتقوية العضلات.

شاهر بدأ في البرتغال في ناد من الدرجة الثانية لنصف موسم، ثم تحول إلى نادٍ درجة أولى يمارس التمارين والمباريات الودية فقط إلى شهر أغسطس العام الماضي، ثم تحول لفريق (فيتوريا سوتيبال) في الدوري الممتاز، ولأسباب فنية وقانونية لم يسجل في الدوري ولكنه استمر يمارس التمارين في النادي بدون مقابل وكذلك خارج النادي، إلى أن لفت نظر إدارة ومدرب الفريق في قدومه مبكرا وذهابه متأخرا دون غياب يوم واحد، مع سلوك راق نحو جميع اللاعبين، وبالرغم من كل الصعوبات، فقد تحمل وثابر، ونجح، حيث قرر النادي تسجيله في الدوري الممتاز البرتغالي، وطلب بطاقته الدولية من الاتحاد السعودي لكرة القدم بعد أن أخلى نادي الوحدة طرفه، وسوف يظهر في باقي مباريات الدوري وسيلعب أمام الأندية العملاقة مثل (سبورتنغ لشبونة - بورتو)، وقد كتبت عنه أشهر صحيفتين في البرتغال (أبولا وريكورد) وبثت عنه القناة الرياضية البرتغالية تقريرا وافيا محتفية بموهبته، ووصفته بأول لاعب خليجي يحترف في دوري الممتاز، إذا إن جميع اللاعبين السعوديين والخليجيين الذي احترفوا في أوروبا كان معظمهم في دوري الدرجة الثانية، وواحد أو اثنان وصلا إلى دوري الدرجة الأولى، ومن المتوقع أن نرى (شاهر منصور الحسيني) في دوري أبطال أوروبا، وكأس العالم، وغيرها من المسابقات العالمية، فهو مؤهل وجدير وطموح، وسيكون أقوى رسالة سعودية وطنية إلى العالم كله، سيما إذا احتفى إعلامنا بهذا الموهوب الشاب، وإذا قامت الرئاسة العامة لرعاية الشباب بتكريمه بما يليق به، ودعت ناديه البرتغالي ليلعب مباراة ودية مع أحد أندية الممتاز السعودية، وإذا غير مجلس الشورى رأيه وطالب بإطلاق اسم (شاهر) على أحد الشوارع الرئيسية الجديدة، لأن اللاعبين والفنانين يقدمون للوطن خدمات جليلة قد لا يقدمها أشهر الشعراء والعلماء، فالعالم كله مهووس بكرة القدم والفن، والعلم والابتكار، وأظن أن (ماجد عبدالله ومحمد عبده وناصر القصبي) أشهر عربيا وعالميا من مجلس الشورى نفسه، وهم رموز يفخرون بالوطن ويرفعون اسم السعودية عاليا في المحافل الدولية، وهم دلالات حية على أن وطننا يعتبر الإرهاب حالة طارئة، وأن الأصل هو احترامه للحياة النابضة بالفن والوعي والجمال والعلم والتحضر، وليس كما هو حال فئة قليلة من شعبه تكونت على حين (غفلة)، وشوهت سمعته، وضللت شبابه، ووصمته بالإرهاب وهو منه بريء.

العالم السعودي العالمي (نايف الروضان) وأمثاله من شباب وبنات الوطن المخترعين المبتكرين في جامعات العالم ومراكزه البحثية، ورموز الرياضة والفن والأدب والفكر المشهورين المعروفين عالميا هم الأجدر بالاحتفاء والتخليد في شوارعنا الجديدة، وفي سجل الفخر الوطني، وشاهر سيكون من أشهرهم قريبا، وهناك شوارع قديمة ممن يقترح مجلس الشورى تغيير أسمائها هي -أيضا- أشهر محليا من مجلس الشورى نفسه وأهمها شارع (المكرونة) بجدة!! فلا حاجة للتغيير إذ ستظل الأسماء القديمة خالدة، ولنا في الشوارع التي غيرنا أسماءها في اللوحات وبقيت أسماؤها القديمة خالدة في الذاكرة الجماهيرية عبرة وعظة!!