بينما كانت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة تخوض حربا ضد الميليشيات المدعومة من إيران في العراق عام 2008، استلم الجنرال الأميركي دافيد بترايوس رسالة غير متوقعة من قائد فيلق القدس التابع للحرس الجمهوري، الجنرال قاسم سليماني، يقول فيها إنه يتحكم بالسياسة الإيرانية الخاصة بالعراق، وسورية، وغزة، وأفغانستان، وذلك وفقا لما ذكره قائد القوات الخاصة البريطانية السابق، الجنرال جريم لامب، في مقاله بصحيفة "تلجراف" البريطانية.

وقال الجنرال جريم لامب "لو أن الجنرال المتبجح الذي يصر على تصدير الثورة للعالم الإسلامي، يبعث رسالة مماثلة اليوم لكان بإمكانه إضافة البحرين واليمن إلى دول الشرق الأوسط التي يستهدفها المتشددون في طهران حاليا".

وأضاف أن إصرار إيران على التدخل في شؤون العالم العربي يمكن أن تكون له نتائج سيئة على مفاوضات السلام التي تجري في جنيف لإنهاء الحرب الأهلية الوحشية في سورية، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي تستعد فيه إيران للاستفادة من رفع العقوبات الاقتصادية، قامت بإجراء اختبارات استفزازية لإطلاق صواريخ باليستية، ما يعطي مؤشرا واضحا بأن المتشددين لا يزالون يحتفظون بمواقفهم العدائية تجاه الغرب ودول الجوار في الشرق الأوسط، لافتا في هذا الصدد إلى إرسال طهران لسورية قادة من فيلق القدس لدعم نظام الأسد، كما يوفر حزب الله القوات البرية للهجوم على قوات المعارضة المعتدلة، فضلا عن أن دعم إيران لجماعة الحوثي المتمردة في اليمن أضاف للمنطقة المزيد من التوتر.

وفيما تصدر حل الصراع السوري أولويات صانعي السياسة الغربيين، خاصة بعد موجة الهجرة من سورية إلى أوروبا، يرى الجنرال جريم لامب أن أي جهود دبلوماسية مستقبلية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار وأن المتشددين في إيران ليس لهم مصلحة في تطوير علاقة بناءة مع الغرب في سورية أو أي مكان آخر في الشرق الأوسط.

وفي الداخل وحسب جريم لامب، فإن إيران لا تبدي أي مقاربة سلمية نحو جيرانها، حيث قامت بتوسيع برنامجها الصاروخي، كما أعلنت الشهر الماضي أنها تعمل مع روسيا على تحديث نظام دفاعها الجوي، مؤكدا أن هذه التصرفات لا تصدر عن بلد يرغب بالعودة إلى المجتمع الدولي بنوايا سلمية.

وأكد لامب أن تزايد التدخل الإيراني في شؤون دول المنطقة وتعزيز قواتها العسكرية يعكس إصرار المتشددين الإيرانيين على سياساتهم التوسعية.