على الرغم من أن معظم دور النشر التي شاركت في الدورة الأخيرة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، في مرحلة شحن ما تبقى من مؤلفاتها، بعد إغلاق أبواب المعرض الذي يعد من أهم معارض الكتب العربية، إلا أن فعالية ضمن برنامج المعرض تحدث فيها أحد الأكاديميين المعروفين عن" فوائد الضحك الجسدية والنفسية"، جعلت التساؤلات تدور بين عدد من المبدعين والمثقفين الذين اطلعوا على مضمونها حول مدى أهمية وجود مثل هذه الفعالية في معرض للكتاب.
وهو ما جعل "الوطن" تطرح بعض الأفكار التي قد تسهم في تطوير نشاطات المعرض في الدورات السابقة وعرض هذه الأفكار على بعض الأدباء والمثقفين السعوديين، لأخذ آرائهم حولها وما يرون إضافته في هذا الإطار. ومنها "استضافة مديري دور نشر عالمية في الدورات المقبلة لكي يطرحوا تجاربهم أمام الناشرين والكتاب السعوديين، والاستعاضة عن ضيف الشرف باستضافة كبار الكتاب المشاهير في العالم لكي يلتقي بهم جمهورهم ويحاورهم خصوصا أصحاب نوبل، وعقد ورش ولقاءات مفتوحة بين دور نشر دولية من أدباء ومؤلفين سعوديين لتوقيع عقود ترجمة لأعمالهم وتوزيعها على مستوى دولي".
مناشط عملية
أتفق مع كل هذه الأطروحات العميقة التي تبنتها "الوطن"، وأرجو أن يستفيد منها القائمون على المعرض.
وأنا أظن أن معارض الكتب في كل أنحاء العالم في حاجة إلى مناشط ثقافية تتصل بقضايا الكتاب وصناعة النشر، وهي في حاجة إلى مناشط عملية تعمل على تطوير الكتاب، تأليفًا وطباعةً ونشرًا وتوزيعًا وتسويقًا واستقبالًا، الكتاب في حاجة إلى هذا الضرب من القضايا والموضوعات أكثر من حاجته إلى أمسيات شعرية ومحاضرات نقدية، ولك أن تتخيل فائدة أن يجتمع في مكان واحد ما يزيد على 500 ناشر، كان بالإمكان أن يستفاد من وجودهم بيننا أكثر من أن نستمع إلى محاضرة لا تقدم جديدا في النقد الأدبي أو ندوة عن العلوم الإنسانية لا تشد أحدا.
حسين بافقيه - باحث وناقد
كتم الأنفاس
بالنسبة للنشاط الثقافي المصاحب للمعرض لا أرى أن له قيمة تذكر في ظل الشغف الكبير بالقراءة والاطلاع والتسوق لقلة الأيام والازدحام الكبير، وكذلك للصخب المصاحب لمثل هذه الفعاليات الثقافية التي عادة ما تكتم فيها الأنفاس ولا يترك المجال لتنفيذ هذه الأفكار والمقترحات كما يجب.
إن كان لا بد من عمل ثقافي يصاحب المعرض فأظن أن استضافة أدباء عالميين يحل هذه الإشكالية السنوية.
إضافة إلى تفعيل ورش الكتابة للمبدعين الشباب من قبل هذه الأسماء الكبيرة التي تكون جاذبة للعمل الثقافي وجاذبة للحضور المعنيين بالكتابة والإبداع .
علي فايع - قاص
الكتاب أكبر من البيع
نعم معرض الكتاب لا يجب أن يكون مجرد بيع وشراء بمعنى أن يظل قاصرا على جعله مجرد مول تجاري مليء بالكتب والمشترين والباعة لأن الكتاب مختلف وهو ليس بضاعة بقدر ما هو رمز كبير لتطور وتقدم أي مجتمع. لهذا فإن الكثير من التغيير والخروج عن المألوف سوف يجعل لهذه التظاهرة الثقافية وهجاً مختلفاً ويقدمها بما يليق.
بداية يجب ألا تقتصر الموافقة على دور النشر لمجرد الحضور وتكليف مجرد بائعين في دور النشر بل أن يكون ضمن اشتراطات الموافقة على حضور معرض الكتاب كناشر أن يكون بالإضافة لوجود بائع وجود الناشر أو أدباء وشعراء ونقاد يمثلون إصدارات الدار وحضورهم كضيوف شرف لكل دار، حيث أتضح أن القائمين على التوزيع مجرد باعة ليس لديهم الكثير من المعرفة بخصوص الكتب أو المؤلفين.
كما أن فكرة ضيف الشرف فكرة رائدة ولكنها باهتة وغير مجدية لأنها لا تقدم للمتابع أو المهتمين أية قيمة بخلاف معرفة من هو ضيف الشرف. برأيي لو أن كل دولة كانت ضيف شرف طلب منها دعوة أهم الكتاب أو الشعراء لديها أو من الفائزين بجوائز مثل نوبل والبوكر ليكونوا متواجدين ومشاركين بما لديهم من نتاج أدبي سيكون أمرا رائعا.
كما أن إضافة نشاط على هامش المعرض وتخصيص مكان له بحيث يكون حصريا لمسؤولين من دور النشر لعمل اتفاقيات نشر وتوزيع وطباعة أعمال جديدة هو ضرورة، خاصة أن الكثير يبحث عن ناشرين ولديهم أعمال أدبية يرغبون في نشرها والتعرف إلى الناشرين. وبالتأكيد أيضا دعوة أية جهات نشر تترجم الأعمال الأدبية يصبح ضرورة ليكون حاضراً. وسيكون من الجميل لو أضاف منظمو المعرض فكرة اختيار عدد من الإصدارات التي صدرت حديثاً خلال المعرض والتنويه عنها والاحتفاء بها. ويظل المعرض مستمراً بكل جمالياته بكل القائمين عليه لتطويره إلى الأفضل ثقافياً وليس فقط تنظيمياً وهذا ما نأمله.
سالمة الموشى - كاتبة وروائية
عدم التقوقع على الذات
كل ما طرح من أفكار مهم جدا وعملي، وأضيف لها أهمية عقد ورش خاصة قبل إقامة المعرض يتم فيها استقطاب مديري معارض عالمية وأسماء لها وزن للرقي بالمعرض ومواكبة ما يحدث في معارض الكتاب العالمية .علينا دائما ألا نعتمد على ما لدينا وما تعودنا عليه سابقا ، فلا بد من محاولة الانفتاح على تجارب الآخرين، كذلك من المهم الشراكة مع وزارة التعليم في جانب استقطاب التلاميذ للقراءة وإيجاد برامج مرتبطة بتنشئة التلاميذ على القراءة وفتح لقاءات لهم مع الكتاب، والتقاء الأطفال بالمؤلفين والكتاب في مثل هذا الحدث، مهم جدا ولا يجب لأنهم أساس المستقبل.
علي الحازمي - شاعر
أفكار رائدة والوقت لم يسعفنا
بالفعل المعرض بحاجة إلى تطوير، وقد كان من الأفكار المطروحة لهذا العام استضافة عدد من مديري دور النشر العالمية، وكذلك المعارض الدولية، وكانت لدينا قائمة كبيرة جدا بأسمائهم، وكذلك مديري معارض الكتاب في دول الخليج، والهدف من ذلك جعل جزء كبير من ضيوف الوزارة من المتخصصين الكبار في مجال الكتاب تأليفا ونشرا وتسويقا ومديري المعارض، وقد وضعنا خطة لذلك والخطة موجودة لدى مدير المعرض، ولكن استغراق وقت طويل لاستصدار التأشيرات حال دون ذلك نسبة لضيق الوقت، لذلك تعتبر فكرة رائدة جدا للمعرض في العام القادم.
أما ضيف الشرف فهو عرف في أغلب المعارض الدولية ونحن بالذات لا بد أن نستمر في فكرة التأصيل للتعرف على الآخر وفتح الآفاق ومد القنوات للتعرف على الآخر، ومعرض الكتاب نافذة من هذه النوافذ لكن أنا مع أن تكون اللجنة الثقافية مسؤولة عن ضيف الشرف مسؤولية أوسع، حيث تحتاج اللجنة أولا لأن تكون معمدة رسميا للتخاطب مع السفارات دون وجود وسيط من وزارة الخارجية، وثانيا أن تمنح اللجنة الوقت الكافي من 4 إلى 5 أشهر من وقت تحديد اسم ضيف الشرف، عندها سيكون هناك حضور غير عادي لهذا الضيف في كل ما يمكن استثماره. هناك فكرة قد طرحتها من خلال نافذة الضيوف، بحكم أنني كنت عضوا في لجنة اختيار الضيوف وهي وجوب استثمار هؤلاء الضيوف لخدمة المعرض في عدة مسارات من بينها القيمة الاقتصادية بأن يكون من بين الضيوف مجموعات معروفة بالشراء، وهذا تم تطبيقه في معرض الشارقة، وذلك بأن يتم توفير التذاكر والسكن والتنقلات لهم مقابل أن نكون نحن مظلة لعقد أي صفقة بين هذه المجموعات ودور النشر، ونظرا لضيق الوقت تم توجيه الدعوات لعمداء المكتبات في الجامعات الناشئة لعلمنا بحاجة هذه الجامعات لعدد كبير من الكتب.
كل هذه الأفكار تحتاج إن يعين مدير المعرض قبل بدء الدورة بوقت كاف.
خالد الرفاعي- رئيس اللجنة الثقافية في معرض الرياض للكتاب
مقترحات التطوير
استضافة مديري دور نشر عالمية لكي يطرحوا تجاربهم أمام الناشرين والكتاب السعوديين
عقد ورش ولقاءات مفتوحة بين دور نشر دولية وأدباء ومؤلفين سعوديين
توقيع عقود ترجمة لأعمال الأدباء السعوديين وتوزيعها على مستوى دولي
إتاحة الفرصة للأطفال والناشئة للالتقاء بالمؤلفين والكتاب
منح اللجنة الثقافية حق الإشراف على ضيف الشرف في جميع الإجراءات
عقد لقاءات خاصة مع دور نشر عالمية لتوقيع اتفاقيات ترجمة