أطالب بصوت عال ومرتفع بمنح الممثل السوري الشهير دريد لحام، جائزة أفضل (ممثل) عربي، طيلة نصف القرن الماضي.

ميزة الممثل السوري دريد لحام -أو غوّار كاسم شهير- التي لم ينافسه عليها أحد، ولن ينافسه عليها أحد، أن كل الممثلين في نهاية المطاف يُمثلون عنّا، وعن همومنا، من خلال أعمالهم، إلا غوّار، فهو الوحيد الذي كان يمثل علينا، دون أن ندري، أكثر من نصف قرن.

الحق يقال إن تجربة دريد لحام التمثيلية كانت في غاية التميز والفرادة، ليس في محيط الدراما والسينما السورية فقط، بل على المستوى الفني العربي.

هو كان إلى حد ما يشابه في طرحه الفني طرح عادل إمام السينمائي والمسرحي، فكلاهما كان يلعب فنيا في مساحة (المسكوت عنه)، وهو تناول ونقاش الهمّ اليومي العربي، وبالذات السياسي، وما يتعلق بحرية الفكر، وما تعانيه تلك الحرية الفكرية من قمع واستبداد تجاهها، في ظل الأنظمة السياسية العربية.

إضافة إلى حكاية الفكر وحريته، كانت كلتا التجربتين تتناولان الهموم المجتمعية العربية، من فقر وبطالة ومحدودية دخل، وعدم عدالة في توزيع الثروات، وهي كلها لا شك أمور تلامس الناس، مما جعل لهذين الفنانين جماهيرية عربية كبيرة، إلا أن عادل إمام كان أنظف قليلا من دريد لحام، من ناحية مصداقية العمل الفني، بين التمثيل والواقع، بين الفنان والإنسان.

أقول هذا الكلام بعد موجة متكررة من التصريحات والمواقف السياسية التي ظهرت أخيرا لدريد لحام، وانحيازه التام والواضح والعلني لزمرة النظام الفاشي والاستبدادي والقمعي في سورية ضد الثورة السورية الشعبية البيضاء، وهو الذي أزعجنا طيلة نصف قرن بالأعمال الفنية المناهضة للقمع والاستبداد، في كذب واضح، وتمثيل كنا نظنه عنا، وهو علينا.

رحم الله الماغوط الذي كتب كثيرا من أعمال غوار، ولم يكن يدر بخلده أن غوار المناضل، ليس أكثر من كاذب محترف، وطائفي بغيض جدا.