نتيجة للخسائر الفادحة التي تتكبدها ميليشيات الحوثيين المتمردة في العديد من جبهات القتال، لا سيما تعز، ومع اقتراب اندلاع معركة تحرير صنعاء من براثن الانقلابيين، بادرت أعداد كبيرة من مسلحي الجماعة الانقلابية بالهرب من جبهات القتال، ورفضوا تعليمات الانقلابيين بالعودة مرة أخرى لمواصلة القتال.
وقالت مصادر ميدانية إن مئات المسلحين هربوا وتركوا أسلحتهم في ميدان القتال وعادوا إلى مناطقهم، ورفضوا البقاء في صفوف الجماعة الانقلابية، مما أحدث حالة فراغ كبيرة وسط الميليشيات. مشيرة إلى أن أجواء من الفزع الشديد تسود بين المقاتلين، إضافة إلى شعور كثيرين منهم بالاستياء بسبب التمييز الذي تمارسه الميليشيات في توزيع القوات على الجبهة، حيث يتم وضع المقاتلين الذين ينتمون للقبائل في الصفوف الأمامية، بينما يحظى أبناء العائلات المرموقة بوضع أفضل ويوضعون في مناطق أكثر أمنا، لا يتعرضون فيها لخطر الموت.
العزوف عن التمرد
أشار المركز الإعلامي إلى أن قيادة التمرد بادرت بالاتصال بالعديد من مشايخ القبائل لطلب إعادة العناصر التي هربت من ميادين المواجهات، إلا أن غالبية المشايخ رفضوا التجاوب مع مطالب الانقلابيين، فيما امتنع آخرون عن الرد، مضيفا أن المقاتلين رفضوا العودة من جديد، وهددوا بتسليم أنفسهم لمقاتلي المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية. أضاف المركز أنه تم تسجيل الكثير من حالات الفرار الجماعي ورفض التوجيهات بالعودة إلى ساحات القتال، كما سارع آخرون إلى تسليم أنفسهم طواعية لقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لتجنب القتل أو الإصابة في المواجهات. وتابع أن ميليشيات الحوثيين بصنعاء قامت باعتقال المزيد من المنخرطين في اللجان الشعبية الذين تطوعوا للعمل كحراسات ثابتة في الحواجز ونقاط التفتيش المستحدثة على خلفية رفضهم التوجه إلى جبهات القتال المحتدمة. كما اعتقلوا أعدادا إضافية رفضت التوجه للمشاركة في المواجهات إلى جانب مقاتلي الجماعة وقوات المخلوع علي عبدالله صالح في جبهات نهم وصرواح وحرض.
التمسك بالشرعية
قال المركز الإعلامي نقلا عن مصادر داخل المقاومة الشعبية إن مشايخ القبائل جددوا تمسكهم بالوقوف إلى جانب الشرعية، مشيرا إلى أنهم رفضوا العودة للتعامل مع الانقلابيين من جديد. مشيرا إلى أن كافة المحاولات التي جرت لإعادة التحالف بين مقاتلي القبائل والحوثيين باءت بالفشل. وأضاف أن مندوبين عن جماعة الحوثيين كانت قد اتصلت كثيرا بمشايخ القبائل وحاولت إغراءهم بالمال، إلا أنهم رفضوا التجاوب مع تلك المحاولات ولم يوافقوا على استلام الأموال، مؤكدين تمسكهم بالوقوف مع الشرعية.