في نموذج اجتماعي يعبر عن سأم المواطن اليمني من يوميات الحرب التي فرضها المتمردون الحوثيون وقوات المخلوع صالح على اليمنيين، بدأت بوادره تحولا في الاهتمام الشعبي للأهالي من التفكير في معارك الانقلابيين إلى الاهتمام بإعمار وشق الطرق في بعض القرى اليمنية واستكمال المشاريع المتعثرة منذ عقود، من خلال جمع التبرعات الشعبية من الداخل والخارج لتغطية نفقات العمل ومواد البناء وأجور العمال.
وأكدت مصادر أن أهالي قرى ناحية بعدان الواقعة إلى الشرق من محافظة إب وسط اليمن، يصرون على الخروج من ثقافة الحرب إلى ثقافة البناء، مشيرة إلى أن الأهالي شرعوا عبر التعاونيات الموجودة في المحافظة إلى إعادة شق ورصف الطريق الذي يخدم أكثر من 36 قرية وعزلة بطول أكثر من 22 كلم بين الوديان، منها 9 كلم صعودا بين الجبال، باستخدام المواد الأولية من الطبيعة كالحجارة والأخشاب والرمل، بدلا من الإسفلت الذي تعذر توفيره بسبب الفساد والحرب في اليمن. وأوضح المشرف السابق على مشروع شق الطريق علي النمي، أن العمل توقف منذ عام 1977، وأن الأهالي قرروا التوجه إلى العمل على إعمار الناحية، ونبذ الاهتمام بأمور الحرب التي اشعلها الحوثيون، وتعزيز ثقافة البناء بما يتوافر بين أيدهم من المواد، لافتا إلى أن ذلك دفع
كل الأطياف السياسية في المحافظة للمشاركة والمساهمة في العمل، بعيدا عن الاهتمام بشؤون القتال.
وأكد النمي أن أبناء قرى ناحية بعدان انسحبوا من ميليشيات الحوثي وألقوا بالأسلحة، واتجهوا إلى حمل معاول البناء والإعمار، مناشدا اليمنيين وغيرهم، دعم توجه الأهالي بما يستطيعون من التبرعات لنشر هذا التوجه، الذي من شأنه تغيير حياة اليمنيين واهتماماتهم.