قالت صحيفة "إيكونوميست" البريطانية إن المزاعم الروسية بتحقيق انتصار في سورية يبدو من الناحية العملية ادعاء أجوف، مشيرة إلى أن تنظيم داعش لا يزال موجوداً كما أن فرص السلام مازالت هشة، وذلك رغم تفاؤل البعض بأن الدبلوماسية في جنيف سوف تثمر.
وذكرت الصحيفة أن الأهم من ذلك هو أن الرئيس بوتين استنزف أداة إعلانية هامة، لافتة إلى أن بوتين عمل على توليد صور حيوية من الحرب لإقناع مواطنيه بأن بلادهم عادت قوة عظمى مرة أخرى، من خلال التدخل في أوكرانيا ثم سورية. وتساءلت الصحيفة "أين سيعرض بوتين المسرحية القادمة؟".
محاولة إعادة أمجاد روسيا
وحسب الصحيفة فإن روسيا في عهد بوتين أكثر هشاشة مما يدَّعي الرئيس الروسي، واقتصادها بدأ يتهاوى، وقالت إن ارتفاع أسعار النفط بعد عام 2000، عندما أصبح بوتين رئيساً للمرة الأولى، وفر 1.1 تريليون دولار من الثروة المفاجئة يمكنه إنفاقها بالطريقة التي يراها مناسبة، لكن أسعار النفط انهارت بشكل هائل في وقت تتعرض فيه روسيا إلى عقوبات اقتصادية عالمية بعد الهجوم على أوكرانيا، الأمر الذي أدى إلى تراجع مستوى المعيشة خلال السنتين الماضيتين، وهي لا تزال تتراجع حتى الآن"، مشيرة إلى أن متوسط الراتب الشهري في يناير 2014 في روسيا 850 دولارا وبعد عام تراجع إلى 450 دولارا.
وفي هذا السياق أشارت الصحيفة إلى أن تراجع مستوى المعيشة في روسيا أدى إلى انخفاض شعبية بوتين، وهو ما دفعه إلى التدخل في أوكرانيا وسورية لإظهار روسيا كمنافس لا يقل قوة وأهمية على الساحة الدولية لأميركا، آملا في استعادة شعبيته.
إساءة فهم بوتين
أكدت "إيكونوميست" أن أميركا أساءت فهم أهداف الرئيس بوتين، حيث قال الرئيس أوباما في الخريف الماضي إن استخدام روسيا المتكرر للقوة دليل على الضعف، وإن اهتمام أميركا بروسيا يعتبر مكافأة لبوتين. ووفقا للصحيفة فإن التجربة في سورية تبين أنه عندما تتراجع أميركا في الشرق الأوسط، فإن الفراغ سوف تملؤه قوى التعطيل مثل إيران وداعش وروسيا التي تسعى إلى مصدر دعاية جديد لها. ودعت الصحيفة الغرب أن يكون مستعداً، وأن تعزز أميركا من قواتها في أوروبا، مطالبة قادة الناتو بنشر المزيد من القوات العسكرية في دول البلطيق، مشيرة إلى أنه "إذا حدثت أي مشاكل فإن على الناتو والاتحاد الأوروبي الرد مباشرة لإفهام روسيا أنها لا تستطيع تخطي خطوط الأمن الجماعي في قلب الناتو".
وقالت الصحيفة إن الرئيس بوتين مصر على فرض نفسه في مناطق نفوذ الاتحاد السوفيتي سابقاً، وإنه في آخر سنة للرئيس أوباما في البيت الأبيض، قد يفكر مرة أخرى باختبار الغرب في مكان جديد بعد عودته من سورية.