د. محمد فهد الثبيتي


أنا لست أحد مديري البرامج الطبية في الهيئة الموقرة ولست أحد الأطباء المتدربين في برامجها، وإنما استقيت معلوماتي من مشاهداتي خلال فترة عملي في المستشفيات، وكذلك ما يذكره زملائي الأطباء الملتحقون بالبرامج التي تشرف عليها الهيئة، وكذلك ما في موقعهم الإلكتروني من معلومات.

ما حثني على الكتابة هنا هو الإعلان عن بدء تطبيق نظام "الماتش" في قبولات السنة المقبلة.

الهيئة بحاجة ملحة لإعادة هيكلة برامجها وتغيير كثير من القوانين، وتطبيق كثير من النظم المهملة في كثير من مراكز التدريب.

يجب ربط البرامج الطبية بالجامعات كجهة إشرافية أكاديمية، هذا الربط سيقوي الجامعات السعودية كجهات إشرافية على شهادة الزمالة التي تعادل درجة الدكتوراه، كما سيرفع من مستوى البرامج من خلال التنافسية فيما بينها في توفير أفضل المخرجات.

يشتكي كثير من الأطباء المتدربين من عدم وجود يوم أكاديمي حقيقي أسبوعي، حيث يتم إلغاؤه في كثير من الأحيان لدواعي إنهاء العمل ومعاينة المرضى، هؤلاء الأطباء هم في طور التدريب والتعليم، وليسوا في مرحلة إنهاء الأعمال التي من المفترض أن يتولاها الاستشاري المسؤول عن الفريق الطبي، في حال كان الهدف هو رفع كفاءة المتدربين. هذا اليوم الأكاديمي يجب أن يكون محميا حماية كاملة من هيئة التخصصات، لضمان مستوى أعلى من التدريب والتعليم. يجب أن يكون غياب الأطباء عن هذا اليوم بعذر خارج عن إرادتهم، وألا يسمح بالتهاون في ذلك.

في الوقت الحالي يوجد أكثر من مدير برنامج في كل مدينة، وهذا بحد ذاته يؤدي إلى تأثر الجودة، فلكل منهم طريقته الخاصة في التعامل مع المتدربين تحت إشرافه مما يؤدي إلى التفاوت بين ما يتلقاه طبيب متدرب في مستشفى، وزميله الآخر في المادة التعليمية وجودتها.

ستسهل متابعة الأطباء المتدربين على مستوى كل برنامج في كل مدينة عند حضورهم ليوم أكاديمي واحد يجمعهم جميعا بلا استثناء، كما ستسهل تقديم مادة تعليمية ذات جودة عالية بوجود مدير برنامج واحد يعمل من أجل رفع كفاءتهم.

على الهيئة النظر في الانتقال من نظام العمل في مستشفى واحد داخل المدينة، إلى نظام العمل في جميع مستشفيات المدينة ضمن جدول زمني لكل طبيب مقيم يتم اعتماده من بداية السنة التدريبية، سيجعل ذلك الطبيب المقيم عرضة لمشاهدة حالات طبية أكثر في المستشفيات العامة مقارنة بالتخصصية والعكس، كما سيجعله يعمل تحت إشراف استشاريين من مدارس طبية مختلفة، وما في ذلك من زيادة في فرص التعليم والتدريب.

تقييم الاستشاري من قبل الطبيب المتدرب، يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ضمن آلية سرية تحمي الطبيب المتدرب، وتعطي الهيئة نظرة ثاقبة للعاملين على تدريب أطبائها وتوجيههم إذا اقتضى الأمر، كما أن حرمانهم من وجود أطباء متدربين تحت إشرافهم في حال كانوا لا يقدمون لهم التعليم المطلوب لمستواهم التدريبي.

أتمنى من الهيئة أيضا العمل على إنشاء لجنة لحقوق الأطباء المتدربين، أعضاؤها منتخبون من الأطباء المتدربين لرفع احتياجاتهم للهيئة وأخذها بعين الاعتبار.

أحلم بأن أرى الكلية السعودية الوطنية للأطباء والجراحين، لتحل محل هيئة التخصصات في إدارة دفة التدريب الطبي في السعودية، وأن يقتصر دور هيئة التخصصات على إصدار ومتابعة الرخص الطبية، إضافة إلى أعمالها الطبية الأخرى فيما عدا تدريب الأطباء.

إشراك الأطباء المتدربين في رسم خطة تطوير البرامج مهم جدا، فهم من يخوض غمار هذه البرامج، والأدرى باحتياجاتهم التدريبية والتعليمية.