أقولها بمرارة وحزن عميق، أشغلنا الاتحاد السعودي لكرة القدم خارج الملعب كثيرا وأخذ مساحة شاسعة في القضايا الكلامية والاتهامات والمصادمات والتبريرات الواهية لإخفاقات متتالية ،آخرها المنتخب الأولمبي في بطولة آسيا تحت 23 سنة في قطر وما واكب عملهم من فوضى على عدة أصعدة، بدءا من لخبطة المدربين والإداريين قبل البطولة بعشرة أيام ومرورا بالمؤتمر الصحفي "التبريري/المضحك/المبكي"، وانتهاء بإطلاق التهم لبعض اللاعبين عبر وسائل الإعلام بالتهرب من خدمة المنتخب أو مفاوضات "احترافية" آخر أيام الفترة الشتوية، وتحميل اللاعبين مسؤولية الخسائر.

كنا ننتظر على أقل تقدير الاعتذار عن الفشل الكبير والخيبة الموجعة، فإذا بهم يتبارون في تقديم تبريرات واهية، وزادوا الطين بلة واستفزونا وأوغلوا في قهرنا، بما يثبت أنهم غير جديرين بمسؤولياتهم، كل في مكانه وحسب اختصاصه. وارتموا في أحضان الأجانب بعقدة متأصلة دون إدراك لقيمة التخطيط ومدى فاعلية الاستقرار، والمؤسف أن بعضهم استشهدوا بتجارب طارئة للالتفاف على القرارات الخاطئة!! وهذا يؤكد مدى تعمق التخبط والعشوائية وعدم الاهتمام بالعمل الاحترافي والاستراتيجيات وعلم النفس الرياضي.

أضف إلى ذلك استمرار نغمة "عدم تعاون الأندية" وهذا تأكيد لضعف سلطة الاتحاد واعتراف بعدم القدرة على فرض الأنظمة التي تتسق مع قوانين الاتحاد الدولي "فيفا".

ومن المواجع المفجعة، التسويف طويلا في تسديد مكافآت أو رواتب أو حقوق بعض من أنقذوا مواقف طارئة، في وقت يتباهون بمداخيل الاتحاد التي ليس لها مثيل سابقا.

المسؤولية جماعية في اتحادنا "المنتخب"، كل حسب اختصاصه، ونحن ما لنا سوى الكلام دون جدوى، لا سيما أن الجمعية العمومية في غيبوبة، والرقابة غائبة أو مغيبة، مع عدم إغفال الإيجابيات لعمل بعض اللجان.