إن كنت لا تؤمن بذاتك وقدراتك، سيأتي الوقت الذي تجد فيه أنك تخليت عن أفكارك وأهدافك وطموحاتك. ومن زاوية أخرى يمكننا القول إنك إن كنت تؤمن بذاتك ستجاهد من أجل أن تصل إلى أهدافك، حتى وإن صادفت بعض التحديات من البعض ممن يرفض الإصغاء أو حتى تقديم الدعم.
المهم أنه في النهاية سيضطر كل من عارضك إلى الوقوف احتراما وتقديرا بعد رؤية نجاحاتك.
وربما تكون وُضعت في ظروف صعبة، وعلى الرغم من ذلك حققت بعض النجاحات، وكنت دائما تطالب بالتطوير من أجل تقديم المزيد، وبدلا من أن يصغَى إليك تُنقل إلى مكان آخر، ويُلغى شيء من تاريخك لتبدأ من جديد!
ماذا تفعل حينها، ربما تعترض، وربما تطالب بما يرضيك، ولكن إن لم يتم التفاعل معك ماذا تفعل؟ هل ستستسلم!
إن فعلت ذلك، تكون قد سمحت للآخر وللظروف بأن تنتصر عليك! هنا يأتي دورك لتظهر معدنك الحقيقي؛ أن تستمر في المسيرة وتحول التحديات إلى فرص، حينها سترى الأمور بشكل مختلف، وعليه سيكون التجاوب والتفاعل بطرق مختلفة. بمعنى آخر بداية جديدة. ونحن في جامعة جدة، وجدنا أنفسنا في مثل هذه الظروف، ولكن من أتى من بيئة خلاقة كانت تواجه العقبات والتحديات، وعلى الرغم من ذلك كانت تنتج، لن يثنيها أي تحدي جديد.
فنحن نؤمن تماما بقدراتنا وبرسالتنا نحو طلابنا وطالباتنا، ونقول لهم: أنتم في أيدٍ أمينة، عجنتها التجارب وصقلتها التحديات.
ندرك تماما أننا إن كنا نريد أن ينتج الطلبة ويبدعون، يجب أن نؤمن نحن أولا بأنفسنا، كي نبث روح التحدي فيهم، نريدهم أن ينظروا بكل فخر واعتزاز إلى الجامعة التي تخرجوا فيها، بل أكثر نريدهم أن يبقوا على تواصل معها حتى بعد التخرج، يجب أن يكون هذا الرابط قويا لدرجة أنهم يتسابقون لتقديم الدعم والمساندة لجامعتهم، لأنها تركت أثرا إيجابيا في حياتهم، ويريدون رد الجميل خلال التواصل والتفاعل، كلٌ حسب قدراته ومهاراته وخبراته.
نعلم أننا جامعة حديثة المنشأ، مقارنة ببقية الجامعات في بلادي، كما نعلم أن ميزانيتنا ما زالت تحتاج إلى الكثير، لكننا بدعمنا لها كمنسوبين ومنسوبات يدل على إيماننا بطلابنا وطالباتنا؛ بقدراتهم وبطموحاتهم، وإننا معا سنكتب بداية تاريخ جامعة سترتقي لتكون شعلة في سماء الوطن، هذا الوطن الذي قدم لنا كثيرا من أجل أن نتعلم ونرتقي سواء على أرضه أو في الخارج، ونحن بدورنا نريد أن نشارك أبناءه وبناته هذا العطاء، خلال تقديم مناهج قائمة على المعرفة الأكاديمية العامة والدقيقة، والتي تحفز على الإبداع وتثير الاهتمام للمتابعة والبحث خلال التحدي الفكري، نريد أن نذهب بطلابنا إلى أماكن لم يحلموا بالوصول إليها من قبل، لأن التركيز على المعرفة يسمو بالنفس ويفتح العقل على كل جديد، قد لا ينفد فورا ولكنه بدأ، هو تحد نحن على أتم الاستعداد للسير فيه، وهو طريق يستحق العناء. عليه سائرون، وبعون الله واصلون.
وليس ما تم أخيرا من خبر توقيع مذكرة التعاون بين معهد اللغة الإنجليزية في جامعة جدة وكلية التربية للدراسات العليا في جامعة بيركلي، سوى دليل على بداية قوية، إذ تضمنت مذكرة التعاون كما جاء على موقع الجامعة الإلكتروني: "بحث وتحليل وتفسير الاحتياجات التربوية لمرحلة التعليم الانتقالي بين المرحلة الثانوية والجامعية، والتي تعرف ببرنامج السنة التحضيرية، ويسعى الطرفان إلى تطوير نماذج تقدم مداخل متطورة بمعايير تربوية عالمية.
ويعد هذا التعاون مبادرة مميزة من معهد اللغة الإنجليزية الذي على الرغم من حداثته يسعى إلى دعم إستراتيجيات التعليم الوطنية، والحصول على قاعدة جديدة من الخبراء والتربويين الدوليين من جامعات عالمية عريقة كجامعة ولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأميركية.
وتتضمن المذكرة كذلك مجموعة من الخطط التطويرية كالتدريب والتطوير المهني، وتحفيز البحث العلمي والنشر وتبادل أعضاء هيئة التدريس بين الجهتين، والنظر في قبول المعيدين والمحاضرين من شطري الطلاب والطالبات ببرامج الدراسات العليا في جامعة كاليفورنيا-بيركلي.
وقد تم تشكيل لجنة مشتركة تتولى إعداد خطة تفصيلية لمذكرة التعاون ومتابعة تنفيذها، وإعداد التقارير الخاصة بذلك.
وقد أوضح مدير الجامعة المكلف أن توقيع مذكرة التعاون هذه لها أهمية بالغة، وتعكس الروح التطويرية لدى معهد اللغة الإنجليزية في جامعة جدة، والذي يمتلك الكوادر القادرة على التطوير، وتعكس الدور المحوري للمعهد في الاضطلاع بدوره في تحقيق أهداف الجامعة والإسهام في التنمية الشاملة.
مؤكدا حرص جامعة جدة على تطوير المدخلات التي كلما كانت عالية انعكست إيجابا على جودة المخرجات وخدمة المجتمع التربوي في المملكة العربية السعودية".
بقيادة مثل الدكتور عبدالرحمن اليوبي، والدكتور سعيد جميل أبو رزيزة، ومن قسم البنات الدكتورة تهاني البيز وفريقها، نحن واثقون بأننا نتخذ الخطوات الأولية لنصل ليس فقط إلى التميز الإقليمي بل العالمي أيضا؛ وليس معهد اللغة الإنجليزية سوى مثال على قدراتنا على الإبداع، للارتقاء متى ما أعطينا الفرصة والدعم من الإدارة العليا، فلدينا كثير من القيادات والكوادر الرجالية والنسائية الفاعلة في جامعة جدة، يعملون بكل جد وتفان وفي مجالات عدة.
إن الدافع الذي يمدنا بالطاقة للعمل على التميز والإبداع هو ثقتنا بالله وتوكلنا عليه سبحانه، فأحلامنا كبيرة وعزمنا وإصرارنا أقوى وأكبر، فنحن نقدر ثقل الأمانة وعظم المسؤولية، كما نؤمن بأن طلاب وطالبات جامعتنا يستحقون الأفضل، وهنا أقول للجميع: "لأننا نؤمن بذاتنا وقدراتنا، معا بإذنه تعالى سنصنع مجد جامعتنا".