فيما تسارعت التطورات العسكرية في اليمن بشكل كبير خلال اليومين الماضيين، مع تراجع الحوثيين في مناطق عدة في محافظة تعز، منذ فجر الجمعة الماضية، أكدت مصادر ميدانية أن استعادة تعز تعني عمليا إعلان الهزيمة لميليشيات الانقلابيين، سياسيا وعسكريا، وتجريدهم من أهم الأوراق التي كانوا يعولون عليها في ابتزاز السلطة الشرعية، مضيفة أن الانقلابيين فقدوا ورقة رئيسية قبيل أي استئناف محتمل لمشاورات حل الأزمة اليمنية، وباتوا في موقف تفاوضي ضعيف، لا يستطيعون معه فرض شروطهم، أو إملاءاتهم.
كما يكتسب تحرير تعز بعدا عسكريا كبيرا، في مقدمته أنه إيذان بإعلان هزيمة الانقلابيين فعليا، لا سيما بعد التضييق الشديد الذي تعانيه ميليشياتهم المعتدية في العاصمة صنعاء، بعد اقتراب الثوار من أبواب صنعاء، ومواصل استعداداتهم لاستعادتها، ومسارعة مشايخ القبائل التي تقطن في الحزام المحيط بالعاصمة إلى توفير أعداد كبيرة من المقاتلين، بكامل عدتهم وعتادهم للإسهام في معركة استعادة صنعاء.
تداعيات عسكرية وسياسية
أشار المركز الإعلامي للمقاومة إلى أن استعادة تعز إلى حضن الشرعية، وطرد فلول التمرد الحوثي يتجاوز في معناه العسكري استعادة مدينة عادية، ويصل إلى درجة الاستعداد الفعلي لهزيمة التمرد وتراجعه إلى معقله في محافظة صعدة، وقال في تقرير نشره أمس "طرد الانقلابيين من تعز يعني ببساطة أنه لم يعد لهم ملاذ آمن في اليمن، فالجوف تحررت من الميليشيات، وبات الثوار على أهبة الاستعداد للإسهام فعليا في استعادة صنعاء. كما أن سقوط معسكرات الحرس الجمهوري في فرضة نهم بأيدي المقاومة الشعبية كان بمثابة صفعة قوية للمتمردين، أفقدتهم توازنهم، وجعلت العاصمة في مرمى الثوار، الذين واصلوا زحفهم الكبير واستعادوا معظم الجبال الإستراتيجية المحيطة بها".
وأضاف "تعيين اللواء علي محسن الأحمر نائبا للقائد الأعلى للجيش كان خطوة موفقة، أدت إلى تسريع انضمام مشايخ القبائل لصفوف الشرعية، بعد أن كانوا مترددين بين البقاء على تأييدهم للحوثيين أو فض الارتباط معهم، وهذه الخطوة كشفت ظهر الانقلابيين وحرمتهم من أي دعم".
التعامل بلغة الواقع
كشف المركز أن معنويات الميليشيات تراجعت بشدة عقب استعادة تعز، وجعلتهم أمام الحقيقة الواضحة، وهي أنه لم يعد أمامهم سوى الاستسلام للغة الواقع وإعلان التراجع، وإعادة السلطة للحكومة الشرعية، وتابع "حتى إذا عقدت مفاوضات للحل السلمي فإن موقف الانقلابيين هذه المرة لن يكون كسابقاتها، لأنه لم تعد لديهم ورقة ضغط يشهرونها في وجه السلطة الشرعية، وليس بعيدا أن تقتصر المفاوضات على مناقشة كيفية انسحابهم وترتيبات إعادتهم للسلطة، وإذا واصلوا لغة التعنت والمكابرة فإن القضاء المبرم ينتظر ميليشياتهم، ولن يعود بإمكانهم حتى التراجع إلى صعدة.