عشية استئناف مفاوضات جنيف للسلام بين أطراف الأزمة السورية صعّدت المعارضة السورية موقفها، مطالبة برحيل الأسد أو قتله، مشددة على أن مصيره خارج إطار البحث. وقال كبير المفاوضين في الوفد المعارض، محمد علوش، إن مفاوضات جنيف تهدف إلى تحقيق انتقال سياسي حقيقي في سورية، لا مكان فيه للأسد، مؤكدا أن المرحلة الانتقالية لا يمكن أن تبدأ بوجود النظام في السلطة.
وشدد علوش، خلال مؤتمر صحفي عقب وصول وفد المعارضة برئاسة أسعد الزعبي، أول من أمس إلى جنيف، على أن المعارضة جاءت إلى المفاوضات من أجل أن "تعيد السلطة للشعب السوري، وتخلصه من الاستبداد والدكتاتورية التي مارسها النظام طيلة 40 عاما".
وجاءت تصريحات كبير المفاوضين السوريين ردا على ما قاله وزير خارجية النظام، وليد المعلم، في وقت سابق إنه إذا كان الهدف من مفاوضات جنيف نقل السلطة فسوف تفشل، وأن تعبير الفترة الانتقالية في المفاوضات يعني الانتقال من الحكومة الحالية إلى حكومة أخرى، ومن الدستور الحالي إلى دستور آخر.
وكان موفد الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا أشار إلى أن المفاوضات ستتركز على ثلاث مسائل هي تشكيل حكومة جامعة، ووضع دستور جديد، وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية برعاية أممية خلال 18 شهرا تبدأ مع انطلاق المفاوضات التي ستبدأ اليوم.
تحذير أميركي
قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري، إن تصريحات المعلم حول مصير الأسد معرقلة للمفاوضات، محذرا دمشق وحلفاءها وضمنهم روسيا من استغلال الهدنة لتحقيق أهدافهم في سورية. وأضاف خلال مؤتمر صحفي في باريس "إذا اعتقد النظام وحلفاؤه أنهم قادرون على اختبار صبرنا أو التصرف بطريقة تطرح تساؤلات حول تعهداتهم- من دون أن يترك ذلك عواقب وخيمة على التقدم الذي حققناه-- فإنهم واهمون".
وأشار كيري إلى أن تنظيم داعش في سورية الذي يستهدفه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة فقد 600 مقاتل خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة، لافتا إلى خسارة داعش 3 آلاف كيلو متر مربع، مؤكدا أن الضغط سيتكثف خلال الفترة المقبلة.
قصف اللاذقية
قصفت قوات النظام أمس بالمدافع والصواريخ، قرى في جبلي "التركمان" و"الأكراد"، بالريف الشمالي لمدينة اللاذقية، غربي سورية.
وأفادت مصادر محلية للأناضول، أن قوات النظام قصفت بالمدافع والصواريخ، عدة قرى تسيطر عليها قوات المعارضة، منها قريتا "يمضية" و"كرمان" بجبل التركمان ، و"التفاحية" بجبل الأكراد، دون أن يتبين على الفور حجم الخسائر المادية والبشرية الناجمة عن هذا القصف.
من جانبها، أعلنت السلطات الأردنية عن استمرار تدفق اللاجئين السوريين إلى الأردن جراء العمليات الحربية التي تنفذها قوات النظام وميليشيات لبنانية وعراقية وايرانية والطيران الروسي على المدنيين في مختلف أنحاء سورية.
وجاء في بيان لقوات حرس الحدود الأردنية أمس أنها استقبلت 312 لاجئاً سورياً خلال الـ72 ساعة الماضية من مختلف الفئات العمرية ومن كلا الجنسين، وقامت بتأمينهم إلى مراكز الإيواء والمخيمات المعدة لاستقبالهم.
تصريحات مستفزة
عد وزير خارجية فرنسا، جون مارك آيرولت، تصريحات المعلم بشأن محادثات السلام تمثل استفزازا، ولا تتماشى مع روح الهدنة، فيما قال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما جوشوا لانديس، إن جدول الأعمال الذي وضعه دي مستورا ليس واقعيا، ويعود ذلك تحديدا إلى الدعم الروسي للأسد، عادا مصير النظام نقطة خلاف محورية بين طرفي النزاع والدول الداعمة لكل منهما، إذ تتمسك المعارضة بأن لا دور له في المرحلة الانتقالية، بينما يصر النظام على أن مصير الأسد يتقرر فقط من خلال صناديق الاقتراع.
وكان دي ميستورا - قد أكد في تصريحات سابقة - أنه لا يوجد مخطط آخر بديل لمفاوضات جنيف في حال فشلها. وقال" إنه لم يبق أمامنا إلا بذل جهود أكثر من أجل التوصل إلى تسوية على أساس بيان جنيف".