منذ حوالي عقد من الزمن كان مشهد الفن الحديث في دبي يتشكل من مجموعة قليلة من المعارض الفنية الصغيرة المنتشرة في أجزاء متفرقة من المدينة، ولم يكن لها تأثير ملحوظ خارج الإمارات.

وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية في تقرير لها عند دور المرأة في قيادة تحول ثقافي لافت من خلال المعارض الفنية: إن النساء يقدن هذه المرحلة الجديدة من الإبداع في دبي بالتزام على مستوى الدولة لتطوير تكافؤ الفرص. وأضافت: اليوم ازدهرت الصالات لتتحول إلى اقتصاد فني ناجح في دبي، مدعومة بعهد جديد من الإبداع بين الفنانين المحليين والإقليميين من خلال معرض فني سنوي ومساحات لصالات الرسم، ومبادرات تعليمية متعددة.


 


عوائد مالية

يقدر المحللون أن المعرض الفني في دبي الذي استمر أسبوعا والمعارض الفنية التي انتشرت في شتى أنحاء المدينة، والأحداث والفرص التي توفرت خلال الأسبوع الفني في دبي خلال شهر مارس الجاري قد ولدت حوالي 35 مليون دولار.

وترى الصحيفة البريطانية أنه: في الوقت الذي يصور فيه البعض خارج المنطقة النساء في الشرق الأوسط على أنهن يعانين من التمييز والاضطهاد، فإن حقيقة أن المرأة هي التي تقف بشكل أساس وراء تطور الصناعات الثقافية الحديثة في دبي قد تكون مفاجئة. اليوم تهيمن الرسامات ومديرات صالات المعارض الفنية وأمينات المكتبات وجامعات التحف الأثرية والناقدات على منطقة الخليج بصورة غير مسبوقة. مديرة أسبوع دبي الفني البريطانية انتونيا كارفر، تنضم إلى الشيخة حور القاسمي، رئيسة "بينالي الشارقة"، والشيخة مياسة آل ثاني، التي تملك متحفا في الدوحة. وهن يتواصلن أيضا مع فنانات شابات واعدات من المنطقة، مثل منال الضويان "السعودية"، إبتسام عبدالعزيز ولمياء جرجاش "الإمارات".





 


هيمنة واضحة

تقول "فاينانشال تايمز" نقلا عن محللين: إن غالبية المؤسسات الفنية في الخليج تهيمن عليها المرأة في الوقت الحاضر، لكن السبب يعود جزئيا إلى طبيعة الحياة الاجتماعية قديما في المنطقة. ففي الفترة التي سبقت اكتشاف النفط كان الرجل يعمل في صيد السمك أو التجارة أو الغطس بحثا عن اللؤلؤ، فيما كانت المرأة هي التي تقوم بالأعمال التي تتطلب المهارات اليدوية. هذه المهارات اليدوية كانت تشمل خياطة أوراق النخل وتزيين الملابس وغير ذلك. حتى في هذا العصر لا تزال العائلات التقليدية في الخليج تشجع أبناءها الذكور على القيام بأعمال "رجالية" مثل التجارة أو المهن الاختصاصية، بينما تشجع الفتيات على القيام بنشاطات جميلة مثل الفنون. ومع ذلك فإن النساء العربيات يدرسن بأعداد متزايدة في الخارج ويعدن إلى بلادهن التي تتطور يوما بعد يوم. هناك جامعات بريطانية وأميركية وأسترالية فتحت فروعا لها في دبي، ما سمح للعائلات التي لا ترغب بإرسال بناتها للدراسة في الخارج بتعليمهن داخل الإمارات.