قد لا يعلم الكثيرون أن الأدوية البيطرية التي تعطى للمواشي لها فترة تحريم معينة يحددها كل دواء، ويمنع خلالها من أكل الماشية أو شرب ألبانها، ولذلك تحدد كثير من الأدوية على عبواتها فترة تحريم بعد إعطاء الدواء تتراوح بين يوم و3 أشهر، وذلك لما تسببه من خطورة وأضرار معينة على المستوى البشري.
يقول أحد الأطباء البيطريين التابعين لوزارة الزراعة، استغربت من أحد مربي الماشية عندما جاء لأخذ دواء لماشيته، يسألني عن فترة التحريم بعد إعطاء أغنامه الدواء، فقلت له أول شخص يسألني عن فترة التحريم، فلم يسبق أن سألني أحد ممن يأخذون الدواء عن مدة فترة التحريم بعد الدواء.
مضادات خطيرة
المدير العام لإدارة الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة الدكتور إبراهيم قاسم أكد لـ"الوطن" على ضرورة حرص المربي الدائم على سؤال الطبيب البيطري عن فترة التحريم الخاصة بالأدوية البيطرية الموصوفة للحيوانات، بالإضافة إلى كتابة ذلك على عبوة الدواء بشكل واضح والحرص على عدم استهلاك أو تسوق منتجات الحيوانات قبل انقضاء فترة التحريم.
وأشار إلى أن الدواء البيطري لا يقل أهمية عن الدواء البشري لذا يتم استخدامه حسب الأمراض التي تصيب الحيوان وأن أكثر الأدوية استخداما في المجال البيطري هي: المضادات الحيوية وبالأخص البنسيللينات - التتراسيكلينات - الفلوروكينولينات، بالإضافة إلى مضادات الالتهاب والمسكنات وخافضات الحرارة، ومضادات الطفيليات والديدان، ومضادات الفطريات، ومضادات السموم والسموم الفطرية، ومضادات الحساسية، والعلاج الهرموني، والمكملات الغذائية والفيتامينات، وأخيرا التحصينات.
فترة التحريم
حول فترة التحريم للأدوية البيطرية يقول الدكتور إبراهيم قاسم: تتراوح الفترة حسب الدواء وأيضا من حيوان لآخر وكذلك نوع المنتج الحيواني حيث تتراوح ما بين 6 ساعات إلى 3 أشهر، كما تختلف فترة التحريم من منتج لآخر حيث تقل في الألبان وتطول في منتجات اللحوم، كما تختلف الفترة باختلاف الشركة المنتجة للدواء.
أما بالنسبة للآثار الناتجة عن استهلاك المنتجات الحيوانية خلال هذه الفترة، أكد قاسم أن الكثير من الدراسات أثبتت إمكانية تحول بقايا الأدوية إلى مواد كيميائية خطيرة على صحة الإنسان في حال تناول المنتجات الحيوانية لما فيها من متبقيات دوائية والتي بدورها تؤدي إلى آثار جسمية تتراوح في شدتها من حساسية أو تشوهات للخلايا وكذلك تشوهات جنينية إلى آثار مسرطنة.
وطالب الدكتور بضرورة إجراء الكشف الظاهري والفحص قبل الذبح من جميع الأطباء البيطريين العاملين بكل المسالخ المرخصة من الجهات المعنية، كما أنه يجب التأكد من خلو المنتجات الحيوانية من البقايا الدوائية بطرق مخبرية كثيرة وجميع ذلك يهدف إلى تحقيق سلامة المنتجات الحيوانية وتحقيق الأمن الغذائي.