تمكنت المقاومة الشعبية في مدينة تعز، فجر أمس، من كسر الحصار الجائر الذي ظلت ميليشيات الحوثيين تفرضه على المدينة منذ عدة أشهر، وأدى إلى وفاة المئات بسبب نقص الأغذية والأدوية، بعد أن تعنتت الميليشيات كثيرا ورفضت السماح بإدخالها، مما أدى إلى وفاة عدد من المرضى الذين كانوا بحاجة ماسة إلى إجراء عمليات جراحية، لم يتمكن الأطباء في معظم المستشفيات من القيام بها، بسبب نقص الأوكسجين، وعدم وجود الأدوية والمعينات الطبية.
ولم تتجاوب الميليشيات الانقلابية مع كافة المناشدات الدولية التي تقدمت بها العديد من المنظمات الدولية والهيئات المانحة للسماح بإدخال تلك الأدوية والأغذية التي ظلت الشاحنات التي تحملها على أعتاب المدينة، في انتظار السماح لها بالدخول، إلا أن غالبيتها فسدت بسبب طول الانتظار، كما استولى الانقلابيون على الجزء المتبقي وحولوه إلى مصلحتهم الخاصة.
انهيار قوى الانقلاب
كشفت مصادر ميدانية أن مقاتلي المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الموالي للشرعية تمكنوا فجر أمس من تحقيق تقدم كبير أدى إلى فك الحصار من الناحيتين الغربية والجنوبية. مشيرة إلى سقوط أكثر من 64 مسلحا حوثيا وإصابة العشرات بجروح، وأعلن الجيش الوطني تحرير مديرية المسراخ بالكامل عقب الانتصارات التي تحققت في جبهة الأقروض، وهو التقدم الذي يرجح إمكان رفع الحصار عن كامل المدينة خلال الفترة القادمة.
وأحكمت المقاومة المدعومة بالجيش الوطني القبضة على مبنيي نادي الصقر وشرطة مديرية المظفر في حي دير باشا وسط فرار الميليشيات من المطار القديم في ضاحية الحصب، وهو مؤشر على عملية انهيار وشيكة في صفوف الميليشيات.
بدوره، قال المركز الإعلامي للمقاومة إن الجيش الوطني والمقاومة سيطرا على منطقة السجن المركزي وبير باشا ومطار تعز القديم، وبسطا سيطرتهما على معسكر تابع للواء 35 مدرع وجامعة تعز في المدخل الغربي للمدينة. مشيرا إلى أن فلول الانقلابيين شنوا هجوما عنيفا مضادا في الجهة الشرقية لتعز عقب خسائرهم الجهة الغربية، وسُمع دوي انفجارات عنيفة، وفقا لشهود عيان.
إدخال المساعدات الإنسانية
كشف نائب الرئيس اليمني، رئيس الوزراء، خالد بحاح، أن جهود إغاثة مواطني تعز انطلقت فور كسر الحصار من الجهة الغربية، مشيرا إلى أن القوات الموالية للشرعية شرعت على الفور في عمليات التمشيط وملاحقة ما تبقى من مسلحي الميليشيات غرب وجنوب المدينة. كما تواصل مقاتلات التحالف العربي تصفية جيوب الانقلابيين في المنطقتين، وقصفت طائرات التحالف منصات إطلاق صواريخ في شارع الستين شمال المدينة.
وبالتزامن مع عمليات التمشيط قصفت المقاومة الشعبية والجيش الوطني مواقع للميليشيات على الجبهة الشرقية من تعز، كما تمت محاصرة أعداد أخرى من قناصة التمرد في بعض المباني التي تحصنت بها.
وأصدر بحاح تعليماته بمواصلة إدخال المواد الغذائية والدوائية للمدنيين، مشيرا إلى أن اتصالات مكثفة تجري مع العديد من المنظمات الدولية للإسهام في هذا المجال، مؤكدا أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية شرع فعليا في إرسال كميات كبيرة من المساعدات.