أعلنت الأمم المتحدة ، أول من أمس، أن لجنة للتحقيق ستنظر في الطريقة التي رد فيها جنود حفظ السلام المتمركزون في ملكال بجنوب السودان على الهجوم على معسكرهم الذي يؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين.

وكان 25 مدنيا على الأقل قد قتلوا وأصيب نحو 120 آخرين بجروح عندما هاجم مسلحون يرتدون ملابس الجيش الحكومي في فبراير الماضي مخيما للنازحين تديره الأمم المتحدة في ملكال كبرى مدن ولاية أعالي النيل النفطية شمال شرق البلاد.

إعادة النظر في الأمن

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن اللجنة "ستجري تحقيقا معمقا حول رد بعثة الأمم المتحدة على المواجهات التي اندلعت" في هذه المناسبة، مضيفا أن بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان ستعيد النظر أيضا في الأمن في "المواقع الثمانية لحماية المدنيين" في جميع أنحاء جنوب السودان.

من ناحية ثانية، كشفت إحصائية للأمم المتحدة أن عدد قتلى الصراع القبلي الذي اندلع في جنوب السودان أواخر عام 2013 بلغ أكثر من 50 ألف قتيل، معظمهم من المدنيين، والنسبة الأعلى منهم نساء وأطفال، وهو ما يعادل خمسة أضعاف الرقم الذي ذكرته وكالات إنسانية في الأشهر الأولى للصراع. وأضافت في بيان أن 50 ألفا على الأقل قتلوا وهاجر أكثر من 2.2 مليون شخص إلى دول الجوار، وأن هناك مجاعة قادمة تلوح في الأفق في غضون أشهر قليلة. وأبدى التقرير تشاؤمه من إمكانية تنفيذ اتفاق السلام، مؤكدا أن المؤشرات تؤكد تراجع احتمال تنفيذ ذلك.

البحث عن السلام

وتابع بالقول "أين نحن من تنفيذ اتفاق السلام؟ أبعد ما نكون، فالعنف ينتشر على أسس عرقية في أجزاء أخرى من جنوب السودان لم يصل إليها من قبل".

وكانت المنظمة الدولية قد أشارت إلى أن الأطراف المتحاربة في دولة الجنوب تقتل وتخطف وتشرد المدنيين، وتدمر ممتلكاتهم، على الرغم من لغة الخطاب التصالحية التي تصدر عن طرفي النزاع. وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت بين جيش دولة جنوب السودان والمعارضة المسلحة في مدينة الناصر بولاية أعالي النيل، وترددت أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجانبين، وتبادل طرفا الصراع الاتهامات بالمسؤولية في بدء الهجوم.