ابتسام عبدالعزيز الجبرين
لا تزال قضية المسلسلات المحلية والأفلام مع طاقمها من الممثلين والمنتجين والمخرجين تثير الجدل في كل وقت. فقد استوقفني مشهد في مسلسل محلي، بالرغم من أني لا أشاهد المسلسلات، ولكن من هول الصدمة أبت نفسي إلا أن تشاهد ذلك المسلسل! حيث كان في الحلقة إساءة واضحة لرجال الدين حيث أثارت ردود فعل غاضبة، حينما جسد أحد الممثلين دور أحد القضاة وقام بتشويه صورة القضاء، وهو مسلك خطير لا يتجرأ عليه أحد في جميع دول العالم. كما أن حلقات تقليد رجال الدين مبالغ فيها، وحملت كثيرا من الإساءات تجاه سلك القضاء مع أن جميع دول العالم تحترم القضاة ولا تسيء لهم بهذه الطريقة، ونحن في بلد الإسلام أولى وأحق منهم في ذلك. إن الصورة وللأسف التي ظهرت في الحلقات عن القضاة كانت صورة ساخرة استعمل الممثلون فيها العبارات الشرعية التي يستعملها مشايخنا باستمرار، لكن تم تقليدها بطريقة مشوهة ساخرة، فقاموا بحصر أكثر العبارات شهرة عن مشايخنا فوظفوها بطريقة مبتذلة، لأن الهدف الأساسي هو الضحك والتسلية فقط، ناسين أو متناسين حكم الهمز واللمز والتشويه في الدين الإسلامي. قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب، بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان).
بسبب جهلهم بالدراما جعلوا الهدف الأساسي هو التسلية فقط، فحتى لو زعموا أنهم قد وصلوا لنا فكرة معينة في قالب كوميدي مثلا، فإنهم لم يوفقوا في إيصال الفكرة، لذلك ظهرت لنا صورة نمطية ساذجة قلبت الموازيين من أجل الضحك والتسلية فقط لا غير، ولم تخل من السخرية السلبية حيث ظهر توظيفهم للفكرة المراد معالجتها بطريقة خيالية بعيدة جدا عن الواقع الذي نعيشه في مجتمعنا، ولم تكن الفكرة ذات علاقة بالأحداث الواقعية وإنما الذي بدا ظاهرا لي والله أعلم هو محاولة تفريغ شحناتهم النفسية المكبوتة على القضاة، بالتشويه والتصغير في أعين المجتمع، وللأسف أن الممثلين وكتاب السيناريو من خلال هذا الأسلوب عبروا عن أنفسهم وأهدافهم وليس عن قضاتنا.
أعيد وأكرر وأجزم أن كاتب الفكرة وممثليها أميون بالدراما، وليست لديهم أي خلفية جيدة عنها، بل كان الهدف السائد من جميع أعمالهم الضحك لمجرد الضحك فقط! بل وأقول بكل جرأة إن الفن السعودي برمته لا يفقه في الدراما، ومن لديه اعتراض فليتقدم بأدلته.