عندما وضع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم شروطاً، بدت تعجيزية لكثيرين، من أجل المشاركة في مسابقة دوري أبطال آسيا قبل بضع سنوات، كان يرمي من وراء ذلك (على حد زعمه) الارتقاء بمستوى اللعبة والبطولة بشكل عام في القارة الآسيوية..

اليوم وعلى بعد أيام قليلة من موعد المشهد الختامي للنسخة الثامنة الذي ستكون العاصمة اليابانية طوكيو مسرحاً له يحضرنا السؤال نفسه: لماذا تلك الشروط؟ لماذا لا يشارك أبطال الدوريات بغض النظر عن أي شيء؟ أليس إحراز فريق ما بطولة الدوري في بلده دليلا على أنه يسير في طريق التطور حتى ولو لم يدخل الاحتراف بالشكل الذي رسمه الاتحاد الآسيوي؟ وهل يتصور هذا الاتحاد أن الدول ستغير من أنظمتها كرما لعيونه فقط؟ ألم يصرح رئيس وبعض أعضاء الاتحاد أن بعض الأندية تفبرك الأوراق الثبوتية لتدخل دوري أبطال آسيا وهي في حقيقة الأمر لم تحقق الشروط المطلوبة وأن عدداً كبيراً منها لا يحق له المشاركة؟ ونتساءل أيضاً عما إذا كانت البطولة بنظامها الحالي قد حققت أهدافها أو جزءاً من الأهداف التي كانت مرسومة لها.

ـ لا بد أولاً من القول إن البطولة حققت نجاحاً تسويقياً مميزاً على نحو فاق كل التوقعات.

ـ ما زال الاتحاد الآسيوي يفصل شرق القارة عن غربها في منافسات دور المجموعات لضغط النفقات، وإن كان في الوقت ذاته يطالب هذه الأندية نفسها بما لا طاقة لها به.

ـ الشروط التعجيزية للمشاركة في البطولة التي تم وضعها قبل سنتين، جعلت البطولة محصورة في 10 بلدان آسيوية كحد أقصى، وإذا ما أضفنا عملية الفصل بين شرق القارة وغربها، فإننا سنكون على موعد متكرر مع منافسات تجمع أندية من بلدان معينة.

ـ نظراً لتقلص الوجود الشامل لمختلف بلدان القارة فإن الاهتمام الجماهيري لشعوب آسيا توزع ما بين البطولة الأم (دوري أبطال آسيا) والبطولة الثانية (كأس الاتحاد الآسيوي)، فعلى سبيل المثال: لم تكن الجماهير السعودية والإماراتية معنية بما يجري في البطولة الثانية (والأمر يمكن سوقه على وسائل الإعلام إلى حد ما).

ـ بأي حال من الأحوال لا يمكن لبطولة أن تتطور إلا إذا شاركت بها كل بلدان القارة حسب تصنيفات معينة.. وما وقع به الاتحاد الآسيوي من أخطاء حتى الآن، تجاوزته الاتحادات القارية الأخرى في أوروبا وأميركا اللاتينية وحتى أفريقيا.. إذ توزع على كل دولة حصة معينة من المقاعد في البطولتين، وبذلك يكون هناك تواجد لكل البلدان في البطولتين ويكون الاهتمام مشتركاً ومتواصلاً.

ـ الاتحاد الآسيوي اعتمد (طوكيو) مقراً دائماً (على الأقل حتى الآن) لاستضافة المباراة النهائية لدوري أبطال آسيا، وفي العام الماضي شاهد مباراة بوهانج الكوري الجنوبي والاتحاد السعودي 25 ألف متفرج في الملعب الذي يتسع لـ(48) ألف متفرج أي أن نصف المدرجات كانت خاوية.. وفي هذا العام لا يتواجد فريق ياباني في المباراة النهائية (ذوب هان الإيراني ضد سيونجنام الكوري الجنوبي) وبالتالي فالأمر يمكن تكراره.

ـ إذا كان الاتحاد الآسيوي يفرض شروطاً قاسية على أنديته (على المستوى الاحترافي) فإنه من باب أولى أن يعمل على خط متواز في مجال تطوير مستوى حكامه الذين أفسدوا كثيراً من المباريات.

أما في بطولة الاتحاد الآسيوي فحدث ولا حرج ولها مقال آخر.