فيما أعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا أمس، أن جولة جديدة من المحادثات الهادفة لوقف النزاع في سورية ستعقد في جنيف من 14 إلى 24 مارس الجاري، تحت إشراف المنظمة الدولية، اتهم المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي في النرويج، نظام بشار الأسد وروسيا بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وقال إن هناك الكثير من الأسئلة التي طرحها مراقبون حول ما تم الاتفاق عليه، حول وقف القتال.


المحادثات الجوهرية


دي مستورا قال في تصريح صحفي إن وفود المعارضة السورية والنظام ستصل جنيف في الأيام المقبلة، وستبدأ المحادثات الجوهرية الإثنين المقبل، ولن تستمر إلى ما بعد 24 مارس، وقال "سيكون هناك توقف لمدة أسبوع إلى عشرة أيام ثم تستأنف المحادثات بعد ذلك".

وكانت جولة سابقة من المفاوضات نظمت في جنيف في فبراير الماضي توقفت فجأة بسبب تزايد الغارات الجوية الروسية في سورية. وفي الأثناء، قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أمس، إنها وثقت 81 خرقاً، للهدنة المؤقتة في سورية، في يومها الحادي عشر، ليصبح مجموع الخروقات 420، غالبيتها من قبل قوات النظام وروسيا، منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.





إبادة جماعية

أشار عضو المركز العربي الأوروبي لحقوق الإنسان والقانون الدولي في النرويج، ميسرة بكور إلى أن تقرير منظمة العفو الدولية ‎أدان روسيا ونظام الأسد، وما يقومون به من إبادة جماعية في سورية، مبينا أن السبب الذي دفع موسكو إلى الموافقة على قرار مجلس الأمن بالصيغة الروسية، كان إعلان المملكة والدول العربية استعدادهم للتدخل البري في سورية تحت مظلة التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب. مضيفا أن من إيجابيات الهدنة فضح روسيا فيما يتعلق بخرقها قرار وقف إطلاق النار، بما يعني أن موسكو لن تكون شريكا حقيقيا في صنع السلام، كذلك فإن فترة الهدنة النسبية في بعض المناطق أتاحت للسوريين فرصة الخروج في مظاهرات سلمية للمطالبة بإسقاط نظام الأسد، وحليفه بوتين، موضحا أن روسيا لم تستطع إنجاز ما تريده بالضغط على الثوار السوريين لرفع الراية البيضاء أمام دموية النظام.


طفولة محاصرة


أعلنت منظمة "أنقذوا الطفولة" أمس، أن ربع مليون طفل على الأقل يعيشون تحت وطأة الحصار في عدة مناطق سورية، حيث يضطر كثيرون منهم إلى أكل العلف المخصص للحيوانات وأوراق الأشجار للبقاء على قيد الحياة، وقالت المنظمة إن هؤلاء الأطفال وأسرهم انقطعوا عن العالم الخارجي، وهم محاصرون من النظام الذي يمنع دخول الأغذية والأدوية والوقود وغيرها من الإمدادات الحيوية، كما يمنع الناس من الهرب". مضيفة أن الحصار المفروض على قرى سورية ومدنها أصبح أقوى من أيّ وقت مضى".


التزام المعارضة


أكد بكور أن سبب صمود الهدنة حتى الآن جاء بسبب التزام الثوار بها وعدم انجرارهم خلف استفزازات النظام، الذي لم يلتزم بما جاء في بنود قرار مجلس الأمن المذكور، بالسماح بإدخال مساعدات إغاثية للمناطق المحاصرة، وما تم إدخاله من مساعدات كانت غير كافية، مع منع إدخال الأدوية الرئيسية، لافتا إلى أن وسائل إعلام فضحت قيام مسؤولي النظام ببيع المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة في الأسواق بأسعار مرتفعة جدا، كما أن عملية إسقاط مساعدات غذائية على مناطق في دير الزور فشل، ولم تنفتح المظلات مما أدى إلى إتلاف تلك المساعدات.