أتعرفون لماذا وكيف تورط الشيخ علي المالكي في زلة لسان وهو يتحدث عن (عار البنات) ثم يتحول إلى أنشط (هاشتاق) مساء ما قبل البارحة؟

الجواب البدهي المباشر أننا فتحنا مئات القنوات والأقنية والوسائط والوسائل أمام كل خطاب وتحت أمر أي مدرسة كانت، ثم كان ولا بد من بعد أن نملأ ساعاتها الطويلة أو صفحاتها الواسعة بأي شيء، وكل شيء يملأ هذا الفراغ الطويل الواسع.

خذ مثلا في القناة الفضائية التي تورط فيها صاحب الفضيلة بزلة (#عار_البنات) يجلس الضيف في المعدل لثلاث ساعات أو أربع، فبماذا يستطيع أي فرد على وجه الأرض أن يملأ كل هذه المساحة الوقتية الشاسعة، ثم يخرج منها بلا زلة أو غلطة؟ ولكن للحق: فإن ما قاله فضيلة الشيخ علي المالكي عن عار البنات ليس إلا ما نقوله جميعا في نهايات سهراتنا البطركية الذكورية بعد أن نمسح كفوفنا على أطراف صحون (المفطحات) لتفريغ الشحوم والدهن من بين الأصابع، ثم ننهض بتثاقل من بلع نصف كيس من (البسمتي) الفاخر، وهنا تبدأ زلات اللسان لأن العقل وقتها أقل وزنا من حجم البطن.

خذ مثلا أنني شخصيا في هذه اللحظة الحرجة جدا من نهاية السهرة قد تعرضت لعشرات الإغراءات للزواج من ثانية وأنا أمسح باطن كفي وجوانب أصابعي على حواف (تيبسي) المفطح، وسأعترف لكل أنثى بهذا البلد: هذه اللحظات الحرجة جدا في نهايات سهراتنا الذكورية هي من تقنع الزوج بإغراء الثانية مثلما يتسلل إلى عقولنا المدمنة لنكهة (الرز) أن الأنثى عار وسلعة وفضيحة.

والخلاصة التي لا يمكن لرجل إنكارها أن صاحب الفضيلة لم يكن نشازا ولم يكن وحده، هو قال ما نقوله جميعا في اللحظة الحرجة عندما يختل ميزان (المخ والكرش) ونحن ننهض من فوق بقايا صحن الكبسة.

مشكلته أنه كان أمام الكاميرات في بث مباشر، وهنا سنعود إلى رأس المقال لنختم برسالة جادة، إنه الفراغ واتساع مساحة القنوات والأقنية، وخذ في المثال الآخر: أن لدى الإخوة الكرام من أقلية العرب في المذهب الشيعي 53 قناة فضائية، فكيف سيملأ هذا العدد الهائل فراغاته ومساحته؟ وهي التي تتحدث عن والدنا (الحسين) رضي الله عنه في نصف يوم بما لم يستطع أن يجده من الوقت في كل حياته لسبعين أو ستين سنة.

خذ في المثال الأخير: أن لدينا 17 قناة فضائية لأخبار القبائل وحفلاتها ومنها سبع قنوات للإبل وأنواعها وأسواقها، فكيف يمكن لهذا العدد الهائل البقاء في سوق المنافسة إن لم تُخترع مقاطع (الهياط) لملء الفراغ والمساحة؟

انتهت الزاوية ولم تكتمل الفكرة.