والهياط أنواع.. بعضه مسكوت عنه.. ذلك الذي تمارسه الطبقات المخملية بأثريائها ووجهائها وشخصياتها العامة ومن في حكمهم.. يسكت البعض عنه.. إذ يعتبرونه نوعا من التمدن والتحضر!

• إنه زمن المفارقات والتناقضات.. زمن العجائب حقا.. يرصد الناس قارورة دهن عود رديء لا تتجاوز قيمته ألف ريال، لكنهم لا يشاهدون هياط وإسراف عائلة مخملية تجلب مطربة، بطائرة خاصة، لتغني كم أغنية "نقازية"، بنصف مليون دولار في ليلة واحدة و"اللي ما يطول العنب حامضٍ عنه يقول"!

لا أحد يستطيع الانتقاد.. يخرج لك من يقول "وش دراك يا البدوي.. هذا فرح.. هذا زواج. هذه تقاليد".. حينها لا يسعك سوى الإعراض!

• يرصدون مجموعة جمال تستعرض في "أم رقيبة" بعشرات الملايين من الريالات، لكنهم لا يشاهدون يخوتًا تستعرض بمئات الملايين من الدولارات.. وسيارات فاخرة تتجول في نايتس برديدج والشانزليزيه!

• يرصدون "صحنا فيه حاشي وخمسة مفاطيح" بوضوح.. وينتقدون صاحبه المهايطي المبذر، لكنهم لا يستطيعون رؤية حفل صاخب في فندق درجة أولى تقيمه عائلة ثرية، ويتناول المدعوون آيسكريم وحلويات فاخرة تأتي بها طائرة خاصة من جنيف، وتصرف خلاله ملايين الدولارات!

• يرصدون مجموعة صحون فوق بعضها تمتلئ بفاكهة لا يتجاوز سعرها خمسمئة ريال، فتثور ثائرتهم.. لكنهم لا يهتمون لثري مخملي يافع، يدفع مليون ريال ثمنا للوحة سيارة.. أو خمسة ملايين ريال ثمنا لرقم هاتف مميز .. هذا التصرف نوع من الوجاهة، وأنت آخر من يحق له الانتقاد!

• أيها السادة.. من يريد محاربة "الهياط" والإسراف فلا يحق له الفرز والانتقاء، ولا يحق له توزيع الأحكام وفقا لأهوائه.. فما يمارسه الأثرياء حق خاص وبرستيج.. بينما ما يمارسه عامة الشعب هياط وتفاخر وتبذير!

• الهياط والإسراف سلوك ذميم -مهما اختلقنا الأعذار وسقنا المبررات- وموجود هنا وهناك.. لذلك يجب محاربته أينما وجد، وكيفما وجد، ومتى ما وجد!

- يجب محاربة "الهياط" أيّاً كان مصدره.. غير ذلك سيدعم طبقية المجتمع.. ويدفع لوجود طبقة يجوز لها ما لا يجوز لغيرها.