أكد مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس، أن المصرفية الإسلامية المعاصرة مرت بـ4 مراحل مفصلية، أولاها الخوف من الفشل في النصف الأول من القرن العشرين حينما كان النظام التقليدي الربوي الوحيد في الساحة. تلتها مرحلة البدايات الخجولة من خلال ظهور مؤسسات عدة لا تتجاوز أصابع اليدين ركزت على المرابحة كصيغة وحيدة للخروج من مشكلة الربا مع توفير آلية مناسبة للتعويض عن المخاطر.

ومرحلة إثبات الذات حيث أصبحت المصارف الإسلامية رقما صعبا في الساحة الاقتصادية. وقال "بعد هذه المراحل أظننا الآن دخلنا مرحلة رابعة هي مرحلة المراجعة والتقويم، فلابد بعد هذه المسيرة الحافلة أن تكون هناك وقفات جادة لتقويم التجربة، والتحقق من مدى توافقها مع المقتضيات الشرعية، والمتطلبات الاقتصادية الـمتنامية.

قال العساس في كلمة له أمس بمناسبة انطلاق فعاليات "المؤتمر العالمي الأول للمصرفية والمالية الإسلامية"، الذي رعى افتتاحه وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى بمشاركة محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور فهد بن عبدالله المبارك ونائب رئيس البنك الدولي الدكتور محمود محي الدين، وخبراء واقتصاديين من 58 دولة، في جامعة أم القرى أمس. وأضاف أن المصرفية الإسلامية حملت عددا من البنوك التقليدية العالمية على الدخول إلى هذا الميدان عبر تقديم منتجات أو تخصيص فروع.




ملاذ آمن

أوضح عميد كلية العلوم الاقتصادية والمالية الإسلامية رئيس اللجنة المنظمة والأمين العام للمؤتمر الدكتور صالح بن علي العقلا، أن المؤتمر العالمي الأول للمصرفية والمالية الإسلامية يناقش أبعاد وقضايا اقتصادية متعددة، لافتا إلى أن الكثير من الدول في القارات الخمس باتت تركز في اقتصادها على الأعمال المصرفية الإسلامية وأولتها اهتماما بالغا كونها ملاذا آمنا لحماية الاقتصاد الكلي والفردي للدول ومجتمعاتها، ما حدا بالكثير من البنوك التقليدية في مختلف دول العالم للجوء لإنشاء مصارف إسلامية أو فروع لها داخل تلك البنوك.

وأشار العقلا إلى أن الكلية ومن خلال اللجنة العلمية للمؤتمر استقبلت 1034 ورقة علمية قدمها 863 باحثا يمثلون 58 دولة من مختلف دول العالم أقر منها 75 بحثا وورقة عمل، مؤكدا أن هذا يمثل رقما قياسيا جديدا وردة فعل غير مسبوقة على مستوى المؤتمرات والملتقيات والندوات العلمية ذات العلاقة بالاقتصاد الإسلامي.

وأضاف العقلا "نحن في جامعة أم القرى وفي كلية العلوم الاقتصادية والمالية الإسلامية تلقينا ذلك كرسالة غالية ومعبرة من المجتمع العلمي الدولي بثقتهم أولا بجميع المحافل العلمية التي تنظمها المملكة العربية السعودية عامة وجامعة أم القرى على وجه الخصوص، وثانيا أن بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية، ومكة المكرمة، هي المكان الأمثل للتجمع والالتقاء لمناقشة القضايا والمحاور التي من شانها إعادة صياغة هذا المجال بمختلف علومه".